قراءة كتاب سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران 1941-1947

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران 1941-1947

سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران 1941-1947

كتاب " سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ايران 1941-1947 " ، تأليف د. عبد المجيد عبد الحميد علي العاني ، والذي صدر عن دار دجلة ناشرون وموزعون ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

المقدمة

حظيت إيران منذ سنوات الحرب العالمية الثانية باهتمام أمريكي متزايد على نحو مستمر، بلغ إلى حد إقامة علاقات متينة في السبعينات ، وكان احد أسس هذه العلاقة سياسة " تقوية إيران " التي انتهجتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتجعلها قادرة على القيام بدور الحليف القوي لها ، لأنها تمثل من وجهة النظر الأمريكية إحدى الدعامات المهمة لإستراتيجيتها في الخليج العربي .

إن هذه الدراسة تهدف إلى تتبع وتحليل السياسة الأمريكية تجاه إيران إبان الحقبة الواقعة بين سنتي 1941 و 1947 وهي الفترة التي شهدت بداية عملية صياغة سياسة أمريكية واضحة المعالم تجاه إيران ، ابتعدت فيها الولايات المتحدة عن " العزلة " في سياستها الخارجية ، وسعت إلى تعزيز نفوذها من خلال التدخل المباشر في شؤون إيران السياسية ، ولا شك في أن فهم السياسة الأمريكية في إيران عامة ، يبقى فهما قاصراًَ من غير دراسة هذه السياسة وإدراك مراميها خلال تلك الفترة ، وهذا المنطلق كان في مقدمة البواعث التي دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع للدراسة .

إن سنة 1941 تمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ إيران المعاصر كان فاتحتها اجتياح القوات البريطانية والسوفيتية الأراضي الإيرانية ، وسقوط حكم رضا شاه بهلوي . كما شهدت السنة ذاتها ، دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء ، وما ترتب على ذلك من تغيير في سياستها تجاه إيران التي أصبحت طريقاً مهماً لنقل الإمدادات إلى الاتحاد السوفيتي ، وكان من مظاهر هذا التغيير تزايد الاهتمام الأمريكي بإيران وبوضعها الداخلي ، لما لذلك من علاقة وثيقة بعملية نقل تلك الإمدادات .

أما سنة 1947 فقد شهدت رفض إيران ، بتشجيع من الولايات المتحدة ، المصادقة على اتفاقية تأسيس شركة النفط الإيرانية – السوفيتية المشتركة فضلاً عن ما شهدته هذه السنة من توقيع الاتفاقية العسكرية الأمريكية – الإيرانية . كما أن هذه السنة تشكل بداية عصر " الحرب الباردة " بين المعسكرين الشرقي والغربي منطلقة من " مبدأ ترومان " الذي كان صيحتها الأولى وما رافق ذلك من أحداث وقعت في تركيا واليونان.

اقتضت طبيعة الموضوع تقسيمه إلى أربعة فصول : خصص الفصل الأول منها لدراسة واقع العلاقات الأمريكية – الإيرانية إلى 1941، منذ الاتصالات الأولى بينهما المتمثلة بالبعثات التبشيرية خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ، والمعاهدة الأولى التي وقعها البلدان في 13 كانون الأول 1856. وما شهدته سنوات ما بين الحربين من سلوك الولايات المتحدة سياسة أكثر انفتاحاً من السابق تجاه إيران لكنها ظلت في حدود سياسة عدم التدخل . وقد أثرت محاولاتها في الحصول على امتيازات نفطية لها في إيران ، ووصول ميلسبو في بعثته الأولى 1922 - 1927 لإصلاح المالية الإيرانية المنهارة مثل هذا الانفتاح. كما تناول الفصل الظروف التي أعقبت اندلاع الحرب العالمية الثانية ، وما نجم عنها من احتلال القوات البريطانية والسوفيتية للأراضي الإيرانية ، وإرغام رضا شاه على التنازل عن الحكم عام 1941، وموقف الولايات المتحدة من ذلك .

وبحث الفصل الثاني الدوافع التي كانت وراء اهتمام الولايات المتحدة بإيران ابتداءً من تسلم محمد رضا الحكم في إيران عام 1941 وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، وكان من ابرز هذه الدوافع المصالح الإستراتيجية التي تمثلت في المحافظة على سلامة مرور الإمدادات العسكرية الأمريكية عبر الأراضي الإيرانية إلى الاتحاد السوفيتي من اجل حماية مصالحها في منطقة الخليج العربي كلها من خطر التهديد الألماني المحتمل ، ولاسيما بعد أن أصبحت طرفاً مباشراً في الحرب منذ كانون الأول 1941، إلى الحد الذي دفع بالولايات المتحدة إلى إرسال قواتها إلى داخل الأراضي الإيرانية لحماية هذا الطريق وتسلم مسؤولية إدارة خط السكك الحديد الإيرانية بدلاً من بريطانيا لزيادة حجم الإمدادات عبر الممر الإيراني بسبب تطور الوضع العسكري لصالح دول المحور في ربيع 1942. وانطلاقاً من أهمية النفط في مجريات الحرب وقيمته الأساسية في ترسيخ القوة زمن السلم أصبحت المصالح النفطية للولايات المتحدة الدافع الثاني للاهتمام بإيران تماشياً مع التوجه الجديد للسياسة الأمريكية في تشجيع شركات النفط الأمريكية في الحصول على الامتيازات النفطية في مواقع إستراتيجية خارج حدود بلادها. كما شكلت المصالح التجارية للولايات المتحدة بحلول عام 1941 دافعاً آخر للاهتمام بإيران بهدف ملء الفراغ الذي تركه انهيار وتوقف التجارة مع ألمانيا بسبب ما تمخض من نتائج عن اندلاع الحرب العالمية الثانية على إيران ، فجاء التوقيع على الاتفاقية التجارية بين البلدين في نيسان 1943 ليكون الأساس في توسيع العلاقات الاقتصادية بينهما فيما بعد الحرب .

وأشار الفصل الثالث بوضوح إلى تجاوز الولايات المتحدة الأمريكية لسياستها التقليدية في عدم التدخل بشؤون إيران الداخلية وفقاً لما يفرضه مبدأ سياسة العزلة من خلال دراسته لمظاهر الاهتمام الأمريكي بإيران 1942 -1945. وقد كان ابرز هذه المظاهر الاهتمام بمعالجة تردي الوضع الاقتصادي في أيرن عن طريق معالجة ما تعانيه البلاد من نقص في الأغذية الرئيسة أو ما تسمى بأزمة التموين ، جنباً إلى جنب مع معالجة حالتها المالية ، فكان من نتيجة ذلك وصول الخبير المالي الأمريكي ميلسبو في مهمة ثانية له في إيران لمساعدة الحكومة الإيرانية في تحسين الأحوال المالية والاقتصادية للبلاد خلال هذه المدة ، وكذلك كان من مظاهره الاهتمام بالوضع الأمني في البلاد لضمان سلام مرور الإمدادات العسكرية الأمريكية إلى الاتحاد السوفيتي ، ورفع درجة التمثيل الدبلوماسي الأمريكي من مفوضية إلى سفارة ، والمساندة التي لقيتها المسألة الإيرانية من الولايات المتحدة في مؤتمرات الحلفاء بهدف دفع كل من حليفاتها بريطانيا والاتحاد السوفيتي إلى سحب قواتهما من الأراضي الإيرانية بعد انتفاء الحاجة إلى وجودهما خدمة للمصالح الأمريكية وأهدافها السياسية .

وتابع الفصل الرابع مواقف الولايات المتحدة من الأحداث الإيرانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية 1945 - 1947 التي شهدت تغيراً واضحاً في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بما يتناسب وظهورها قوة مؤثرة في السياسة الدولية تتصدر العالم الرأسمالي نتيجة لما أفرزته الحرب من ظهور الاتحاد السوفيتي قوة مقابلة لها وزنها على المسرح الدولي وتراجع كل من بريطانيا وفرنسا عن مكانتهما قبل الحرب لما سببته لهما من آثار اقتصادية وعسكرية مما أدى إلى ظهور المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وتضارب مواقفهما السياسية تجاه تطورات الأحداث في أذربيجان وكردستان الإيرانية ، التي نجم عنها انحياز إيران الكامل إلى جانب الولايات المتحدة عام 1947.

الصفحات