أنت هنا

قراءة كتاب السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس

كتاب " السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حركة حماس " ، تأليف عبد الحي علي قاسم ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 1

مقدمة:

هناك معطيات سياسية وثقافية تعكس نمط إدراك السياسة الأمريكية لحركة حماس، وخاصة منذ فترة التسعينيات، فالبعد الديني وتأثيره على صانع القرار في السياسة الأمريكية تجاه حركة حماس، وبقية القوى الإسلامية المقاومة كانت دلالاته واضحة، لكون هذه السياسة توضع وفقاً للرؤية المتشددة في أي إدارة أمريكية ديمقراطية كانت أو جمهورية، ولم تستفد الحركة من رؤية واتجاهات التيارات المعتدلة التي تحاول التمييز بين الحركات الإسلامية وتصنيفها إلى حركات معتدلة وأخرى متشددة، لأسباب تتعلق بإسرائيل.

ومع وصول بوش الابن إلى البيت الأبيض في عام 2001م انتهجت إدارته سياسة أكثر تشدداً وعدوانية تجاه حركة حماس، هذه السياسة جاءت متوافقة مع التيار الداعي إلى استخدام العنف ضد الإسلاميين والأصولية الإسلامية، واتسم هذا الفريق بطابع متشدد له بعد أيدلوجي (ديني) في سياسته الخارجية بحجة أن هذه السياسة تأتي في إطار المصلحة الأيدلوجية الأمريكية والإسرائيلية على السواء. هذه الأيدلوجيا تساعد في جعل تلك القرارات مساغة أكثر للجمهور أو للنخبة المتنفذة مهما كانت غير نفعية، ولهذا فإن الغاية الأيديولوجية توجه السياسة(1). بحيث يمكن من خلال هذا المنهج تفسير هذه السياسة من زاوية إثبات حجة مقولات أيدلوجية(2). من منطلق أن الدول ترسم سياستها الخارجية وفقاً لأولوياتها ومصالحها، لهذا فإن الإدارة الأمريكية تنطلق في سياستها تجاه حركة حماس في إطار أيدلوجي تأكيداً على حماية وتعزيز القيم والأفكار الدينية(3). التي اعتنقها معظم الأمريكيين والقوى الفاعلة في المجتمع الأمريكي، ويعتقدون بصلاحيتها عالمياً.

ولهذا فإن رفض حركة حماس لمشروع التسوية واستحقاقاته التي تقتضي الاعتراف بإسرائيل، ونبذ المقاومة وتسليم أسلحتها والدخول في مفاوضات، إضافة إلى أن الحركة تعمل على عرقلة جهود السلام، ووصولها إلى السلطة يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل وله تداعيات إستراتيجية على استقرار النظم الصديقة للولايات المتحدة في المنطقة.

ورغم أن هناك عوامل عديدة تظافرت في صنع السياسة الأمريكية تجاه حركة حماس، لكن البحث والتحليل يبقى في طبيعة العامل الإسرائيلي باعتباره المتغير الأساس الذي يحكم علاقة أمريكا بحركة حماس، والذي بات فاعلاً محورياً في التأثير على الإدارة الأمريكية وسياستها تجاه الحركات الإسلامية عموماً وحركة حماس على وجه التحديد، وهذا المتغير الإسرائيلي سوف يكون محلاً لاهتمام الباحث من خلال محاولة تحليل تأثير البعد الديني للتيار الإنجيلي واللوبي الصهيوني في السياسة الأمريكية تجاه حركة حماس، وموقع المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية في حسابات الإدارة الأمريكية تجاه حركة حماس.

وإدراكاً للأهمية التي يكتسبها البعد الديني في تشكيل وبلورة الوعي الأمريكي ومدى تأثيره في أوساط المجتمع الأمريكي وحضوره الفاعل في مؤسسات صنع القرار الأمريكية التي يتواجد فيها ويربض فيها غلاة اليمين المحسوبين على الحزب الجمهوري ومدى تأثير الأفكار والمعتقدات على صانع القرار في السياسة الخارجية الأمريكية.

الصفحات