كتاب " المعماريين المصريين الرواد خلال الفترة الليبرالية بين ثورتي 1919 و 1952 " ، تأليف شيماء سمير عاشور ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب المعماريين المصريين الرواد خلال الفترة الليبرالية بين ثورتي 1919 و 1952
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

المعماريين المصريين الرواد خلال الفترة الليبرالية بين ثورتي 1919 و 1952
الطبقة البورجوازية
أولا: التعريف اللغوي
التعريف اللغوي للبورجوازية هو الطبقة المتوسّطة الفرنسيّة المعتمدة على مهنة التجارة.(19) كما تعرف على أنها طبقة الملاك الذين يستغلون الطبقة العَامِلة.(20) أما المنظرين فلهم تعريف مختلف للبورجوازية؛ فتعرفها سلمى بوتمان(21) على أنها تلك الطبقة التي تهْتِم بفتح النظام الاقتصادي وتشجيع تطور العمليّة السياسيّة، بينما عُرف الأديب الفرنسي Gustave Flaubert(22) البورجوازى بأنه الشخص الّذي يفَكّر ويعمل وفق شروط مذهب المنفعة Uilitarianism. على الصعيد الآخر يرجع عبد العظيم رمضان نشأة هذا اللفظ بظهور الطبقة الرأسمالية لتجارية الأوربية التى تمركزت حول ما يعرف باسم (Ourg وترجع الى العهد الرومانى) من هنا أطلق على هؤلاء التجار اسم Burgenses وتتطور الى Bourgeois.(23)
ثانيا: البورجوازية المصرية:
أما من الناحية التاريخية فقد كانت الطبقة البورجوازية بداية التكوين الاجتماعي الحديث فى مصر حيث ولدت نواة الطبقة البورجوازية إبان حكم محمد على إلا أن نضجها وتبلورها استغرق قرنا كاملا. فقد نشأت في الزراعة بعكس البورجوازية الأوربية التي نشأت فى التجارة والصناعة بسبب سيطرت الرأسمالية الأجنبية على المجال التجاري والصناعي المصري. وارتبط نموها بتصفية الاستعمار الأجنبي وانهيار العناصر الأجنبية الحاكمة وليس بانتزاع السلطة من الإقطاعيين كما فى البورجوازية الأوربية. وقد تجددت دماء البورجوازية مع استقرار حقوق الملكية فى أواخر القرن التاسع عشر ثم تجددت دماؤها مرة أخرى بعد إلغاء الامتيازات الأجنبية فى 1937(24) لكنها بدأت تسقط مع قيام ثورة 1952.
بناءا على العرض اللغوي وآراء المنظرين والعرض التاريخى للبورجوازية فاننا نعتبر البورجوازية مرادفا للرأسمالية مستشهدين بما قاله عبد العظيم رمضان(25) "أن اليساريين المصريين أطلقوا لفظ "البورجوازية المصرية" على الرأسمالية المصرية التي ظهرت فى أوائل القرن العشرين وانتعشت أثناء الحرب العظمى بغض النظر عن النشاط الذي تزاوله."
الانتلجنتسيا (قادة الفكر) Intelligentsia
نشأ مفهوم الأَنْتِليجِنْسيَا فى روسيا فى القرن التاسع عشر حيث أطلق على فئة المثقفين من الأدباء وأساتذة الجامعة التي طَمَحتَ إلى تكييف القيم والتعاليم الأوروبيّة الغربيّة لنظيرتها الروسية. لكن خلال القرن، اُقْتُبِسَت هذه التسمية في علم الاجتماع الأوروبي وتحدد تعريفها كالتالي: "هي التعبير عن التخصصات المنفصلة عن المُجْتَمَع وتعتمد على الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعيّ الملموس لكل مجتمع." وبناءا على ما سبق تعرف الانتلجسيا كبنيان متعدد الأطراف ذي آلية وظيفية، يعبر عن تركيب هذا البنيان أفراد ذوو مهن خاصة بصورة متكاملة مع المبادئ الثقافية المادية والروحية التى تربط الجماعات."(26).
يعتمد الكتاب في تسلسله على التناول المفصل لثلاثة محاور أساسية مع دراسة العلاقة التأثيرية فيما بينهم وهي: إعادة قراءة البعد التاريخي الممثل في اتحاد فكر وواقع المجتمع في الفترة الليبرالية وانعكاس ذلك على النتاج المعماري لهذه الفترة ودور المعماري في هذه المنظومة الثلاثية.
فيبدأ الباب الأول عرض الشق الأول من الهوية المصرية وهو الواقع المحلى للمجتمع المصري في الفترة الليبرالية (1919-1952) مع رصد انعكاس الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذا الواقع على نتاج المجتمع المصري المعماري والعمراني من جهة ودور المعماري المصري من جهه أخرى، بهدف التحقق من مصداقية التعريف النظري لليبرالية بكلماته المحورية كوصف للفترة ما بين ثورتي 1919 و1952 على مستوي المجتمع أو العمارة أو دور المعماري
ننتقل في الباب الثاني لعرض الشق الثاني من ملامح الهوية المصرية ألا وهو الفكر ورصد كيف ألقت التيارات الفكرية والأدبية بظلالها على التوجهات المعمارية في الحقبة الليبرالية بهدف التوصل لملامح الليبرالية المعمارية. وينتهي هذا الباب بصياغة إطار أولي للعلاقة ما بين السياق المؤثر للمجتمع والمعماري والنتاج البنائي المعماري.
وأخيرا الباب الثالث هو تحليل نتاج اثنين من المعماريين الرواد هما: المعماري أنطوان سليم نحاس والمعماري على لبيب جبر وذلك بهدف استنباط كيف أثر واقع وفكر المجتمع المحلي والعالمي في هذه الحقبة على توجهات المعماريين الرواد وكيف عبروا عن هذه التوجهات في نتاج بنائي مع تقديم تصنيف لمجتمع المعماريين الأوائل. ينتهي الباب بتحديد ملامح تأثر كل منهما بواقع وفكر المجتمع في الفترة الليبرالية من 1919 إلى1952 وكيف أثرا في النتاج البنائي لهذه الفترة.

