كتاب " خريف الدبلوماسية المصرية " ، تأليف محمد عبد الهادي علام ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب خريف الدبلوماسية المصرية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رابعا: تعددت مظاهر السيادة مع صدور التصريح والدستور والقرار ومنها:
1 – أصدرت الحكومة البريطانية يوم 15 مارس 1923م منشورا إلى حكومات العالم جاء فيه أن التعامل مع مصر منذ ذلك اليوم يتم من خلال وزارة خارجيتها (باستثناء المسائل الأربعة المشار إليها).
2 – وجهت الحكومة المصرية منشورا إلى ممثلي الدول الأجنبية في مصر جاء فيه أن اتصالاتهم من الآن فصاعدا بشأن علاقة بلدانهم مع مصر ستتم مع الحكومة المصرية من خلال وزير خارجية مصر بعدما كانت تتم من خلال المندوب السامي البريطاني.
3 – استقبلت مصر ممثلين "دبلوماسيين" لدول أجنبية بدلا من الممثلين القنصليين.
وقفز التمثيل الأجنبي لدى مصر بعد التصريح والدستور والقرار من 17 وكيلا وقنصلا إلى 26 ممثلا دبلوماسيا. وكانت إيران أول دولة إسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع مصر فيما كان العراق أول دولة عربية، والأرجنتين الأولى من أمريكا اللاتينية واليابان الأولى من آسيا وأثيوبيا الأولى من إفريقيا.
4 – تم إنشاء بعثات دبلوماسية لمصر بالخارج في أربع عواصم هي لندن وباريس وروما وواشنطن تنفيذا لقرار ملكي. وبحلول عام 1936م كان لمصر بالخارج 23 مفوضية و12 قنصلية عامة و21 قنصلية.
وبعد معاهدة 1936م حدثت ثلاثة أمور مهمة عززت استقلالية وزارة الخارجية ودورها ومكانتها.
الأول: استكملت مصر شخصيتها الدولية في مايو 1937م بالانضمام إلى عصبة الأمم، تلك المنظمة الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى لتصبح مصر العضو رقم 56 في هذه المنظمة وسط ترحيب دولي تجلى في حرص ممثلي 28 دولة من الدول الـ 55 الأعضاء على إلقاء خطب الترحيب بمصر العضو الجديد. ومثل مصر في أول مشاركة في اجتماعات الجمعية العامة لعصبة الأمم الوزير واصف غالي حيث ألقى أول بيان دولي باسم مصر ولوحظ فيه تركيزه على قضية فلسطين وجاء فيه: "أن مصر ترفض تقسيم فلسطين لأنه يتنافى مع حقوق العرب الطبيعية والمقدسة ولا يحل مسألة السلام ولا حتى المشكلة اليهودية.. التقسيم سيخلف دويلات مصطنعة غير صالحة للحياة.. إن العرب مسلمين ومسيحيين لا يقبلون نزع الأماكن المقدسة في فلسطين من أيدي العرب".
وفي ثاني وآخر مشاركة لمصر في الجمعية العامة لعصبة الأمم ـ حيث اندلعت الحرب العالمية الثانية قبل عقد الدورة العادية عام 1939 ـ ألقى وزير الخارجية عبد الفتاح يحيى بيان مصر الذي ركز أيضا على قضية فلسطين، وجاء فيه: "إن فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين تجاوزت حدود الوطن القومي لليهود.. إن تفاقم حالة اليهود في العالم لا يمكن معالجتها بإنزال الجور بالعرب".
الثاني: خاضت وزارة الخارجية معركة دبلوماسية لإلغاء الامتيازات الأجنبية انتهت بإبرام معاهدة مونتريال عام 1937م التي أنهت هذه الامتيازات.
الثالث: وفرت وزارة الخارجية من خلال الاتصالات بدول العالم الغطاء القانوني للكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في منطقة قناة السويس.