أنت هنا
قراءة كتاب الأمن البشري بين الحقيقة والزيف
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المبحث الأول : ما هو الأمن
قبل إن نتعمق في معنى (الأمن)، تجدر بنا الإشارة إلى إن جميع الأديان السماوية وجبت الأمن للبشر وسعت جاهدة لإنقاذهم من الخوف والرعب إلى الأمن والسلام، فالدين اليهودي أكد على الأمن والسلام والعيش الرغيد، وكذلك الدين المسيحي أكد في النصوص وآيات عديدة على أهمية الأمن للبشرية، ومنها (المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام للحائزين على رضاه)(لوقا / 2، آية: 14)، ( سلاماً اترك لكم سلامي أعطيكم لا كما يعطيه العالم أعطيكم أنا) (يوحنا/ 14،آية: 27).
أما الدين الإسلامي الذين يعد دين الأمن والسلام دعا الإسلام إلى الأمن، فقد وردت معنى مفهوم الأمن في العديد من الآيات القرآنية في مواضع متعددة وفي معان متعددة تشير إلى الإيمان وعدم الخوف، وهي على النحو التالي، قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) {البقرة/ 126}.
(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) {آل عمران /97}
(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) {النساء/83}
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) {البقرة/155}
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ) {العنكبوت/67}
(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) {فصلت/40}
(الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) {قريش/4}
هذا مؤشر عام وواضح على أهمية الأمن والأمان في المنظور الإسلامي وأبعاد ما أكده الدين الإسلامي في أهمية توفير الأمن للسكان والعيش بسلام دون خوف أو قلق، وان الدين الإسلامي كله دين يحمل في طياته الدعوة الحقيقية لحماية البشر وضمان حقوقهم.