أنت هنا

قراءة كتاب في البدء كانت الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في البدء كانت الحرية

في البدء كانت الحرية

كتاب" في البدء كانت الحرية " ، تأليف شريف رزق ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 10

(8)

الحُرِّية والتغيير

غالبًا ما يخشى الإنسان التغيير، حيث إنَّ الأسهل أنْ نعيد ما جربه الآخرين، والتغيير مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحُرِّية، حين يفكِّر الإنسان بحرية فإنَّ فكرة التغيير تصبح أكثر قابلية للحدوث، والحُرِّية هنا مرتبطة بالبحث الموثق وعدم قبول المسلَّمات، ويتغير الإنسان لِما يريده حين يصبح قادرًا على تحليل المسلَّمات التي زُرِعَتْ داخله، وهل هي تقترب أو تشبه ما يريد أنْ يكون أم لا؟ فهل كل ما زُرِعَ داخلنا هو ما نريد أنْ نصبحه فعلًا.

قد يعيش شخص ما حياة طويلة دون أنْ يتغير، ويكتشف أنَّ ما مرَّ به ما هو إلَّا وهمٌّ، قد قضى معظم حياته في ذلك الأسر، إنَّ تلك الحياة هي ما يجب أنْ يحياها.

• لماذا لا يتغير الكثيرون؟

التغيير يحتاج إلى جهدٍ شاق، بادئ ذي بدء يحتاج التغيير إلى وعيٍ بوجود مشكلةٍ ما، وهذه هي المرحلة الأولى التي من خلالها يتغير الشخص، ثم يبدأ الشخص في تحليل الواقع، ومن ثمَّ يستطيع انتقاد ما يعيقه عن التغيير، والانتقاد الذاتي يحتاج إلى الحُرِّية التي تؤدي إلى فهم أعمق للذات.

والشيء الصادم في كثيرٍ من الأحيان، هو أنَّ رفض التغيير ينبع من كسلٍ في أنْ نفكِّر في الواقع الحياتي، فقد يقبل البعض أنْ يحيا كما هو؛ وذلك لأنَّ عملية تغيير السلوك ذاتها تتطلب جهدًا ومثابرة دائمة، والرغبة الشديدة في التغيير تنبع أساسًا من قناعة شديدة، ورغبة حقيقية في تغيير الواقع.

• ماذا نحتاج لكي نتغير؟

المعضلة الأساسية في التغيير هي أنكَ تحاول تغيير عادة، هي أساسًا تكاد تكون متأصلة أو هي فعلًا متأصلة، فتغيير تلك العادة سوف يحتاج إلى جهدٍ شاق وصبرٍ وإيمانٍ بمدى فاعلية وأهمية التغيير في حياتنا، والذي لا يرغب في التغيير إما من شدة الكسل، أو غياب الهدف، أو العشوائية التي يحيا فيها، ذلك الشخص ستجده دائمًا يحاول جاهدًا أنْ يقلِّل، وقد يحقِّر مما يقوم به الآخرون من محاولات جادة للتغيير، غالبًا ما نجد المحبطين والفاشلين، يستخدمون جملة (كل الناس بتعمل كده) وهذا يريحهم إلى حدٍ كبير، فإذا كان الجميع مثلهم فلا عيب فيهم.

نحتاج أشياء كثيرة، تبدأ من الحُرِّية حيث إنها تفتح الآفاق نحو التغيير، فالحياة أساسًا في حالة تغيُّر مستمر ودائم، وأحد الأسباب الأساسية للانقراض، هي عدم القدرة على مواكبة الواقع المتغيِّر بسرعة وشدة، يقول داروين: (ليس البقاء للأقوى أو الأذكى، وإنما للأكثر تكيُّفًا مع التغيُّر) فالتغيير أمر حتمي، ويهرب منه البعض لأسبابٍ كثيرة.

الواقعية في فِهم الذات، وتبدأ من فِهم أوجه القصور، وبالتالي تُحدِّد خطة واضحة المعالم، وتستطيع معرفة ما يجب أنْ تحاول تحسينه، وما عليكَ أنْ تلفظه، وما يجب البدء في تعلُّمه، فالتغيير ليس بالشيء اليسير أو البسيط، فهو يستغرق وقتًا طويلًا ومليئًا بالتحديات، وهي تلك الحياة حالة من الحركة المستمرة، ومن ثمَّ الوعي بالمشكلة، ثم تحديد خطة محددة المعالم، والجهد والمثابرة لتحقيق الهدف، هي معالم الوصول للتغيير المنشود.

الصفحات