المقدمة

خلال عقودٍ طويلةٍ مضت، ساد في مدارسنا نمطٌ معيّنٌ من التدريس، نمط تدريسيّ يعتمد على الإلقاء والتلقين والحفظ والاسترجاع، ولعلّ أحد أسباب شيوع هذا النمط التدريسي في مدارسنا العربية يرجع إلى نظرتنا إلى العلم بشكلٍ عام، ونظرتنا إلى المنهج الدراسي على وجه الخصوص. فالعلم من وجهة نظر الكثير منّا عبارة عن مجموعة من الحقائق والقوانين والنظريات! والمنهج ما هو إلاّ الموضوعات المقرّرة بين دفّتي الكتاب المدرسيّ! هذه النظرة القاصرة للعلم والمنهج في الحقيقة لم تؤدّي فقط إلى ترسيخ طرق التدريس المباشر في مدارسنا، بل أنّها ساهمت وبشكل كبير في تدنّي مهارات التعلّم لدى الطلاّب، فأضحى التعلّم لدينا مقصوراً على التحصيل الدراسي في أدنى مستوياته.

ان الاهتمام بتطوير المناهج والممارسات التدريسية والتعلّمية، من خلال بناء مناهج جديدة تهتمّ بتدريس الطريقة إضافة إلى تدريس المحتوى، ومحاولة نشر استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة، وأيضاً من خلال دمج مهارات التفكير في التدريس، ودمج مهارات التعامل مع التقنية في التدريس مما

يتناسب مع توسع وتنوع أهداف التربية الحديثة من جهة ومع حاجات المتعلمين والمعلمين من جهة أخرى بما يمكنهم من تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية التربوية.

أن طرائق التدريس هي علماً انتقائياً تطبيقياً تسعى مؤسسات إعداد المعلمين إلى أعداد طلبة كليات التربية ومعاهد إعداد المعلمين إعدادا علمياً وفنياً ومهنياً من خلال أصول التربية، وعلم النفس التربوي وأسس المناهج بحيث تمكن المعلم من استخدام هذه الأساليب والتقنيات والطرائق في حياته العملية وتجعله معلماً ناجحاً.

هذا بالإضافة إلى وضوح الأهداف في ذهن المعلم وتمكنه من المادة العلمية التي يدرسها وتفهمه للطبيعة الإنسانية والعلاقات الاجتماعية ووثوقه من دوره العظيم و أثره في بناء المجتمع.

يهدف هذا الكتاب إلى تعريف طلبة كليات التربية و معاهد إعداد المعلمين بأهم الأسس المتبعة في تدريس مادة العلوم في المرحلة الثانوية والإعدادية من أجل تحقيق الأهداف الرئيسية لها ، تضمنت مادة الكتاب شمولها للموضوعات الأساسية التي يحتاجها المعلم كما زود بالأمثلة المرتبطة بمناهج العلوم في هذه المراحل لمواد (الفيزياء، والكيمياء، الأحياء).

وتضمن الفصل الأول ... مفاهيم أساسيه في طرق تدريس العلوم وتضمن الفصل الثاني أثر مراحل النمو والفروق الفردية في تدريس العلوم. والفصل الثالث الإعداد العلمي والمهني للمعلم وتناول الفصل الرابع الإغراض السلوكية في تدريس مادة العلوم . إما الفصل الخامس فلقد تناول أهمية المختبر والرحلات والأسئلة العلمية والفصل السادس تناول اتجاهات طرق التدريس الحديثة في مادة العلوم وتناول الفصل السابع أهمية التخطيط في تدريس العلوم والفصل الثامن تناول التقويم ، ونحن نقدم هذا الجهد المتواضع إلى كل معلم ومعلمة لمادة العلوم في مرحلة التعليم الثانوي والإعدادي ولغير هؤلاء ممن لهم صلة بالعمل الميداني في حقل العلوم (فيزياء ، وكيمياء ، أحياء) ولقد حرصنا أن يكون إخراج هذا الكتاب وفق أحدث الكتب المنهجية إذ قمنا بتزويده بأشكال ومخططات تسهل عملية الفهم والحفظ للطلاب كما زود بأهداف وخلاصه وأسئلة لكل فصل من فصوله .

أ . م . د . نبيهة صالح السامرائي