أنت هنا

قراءة كتاب البحث العلمي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البحث العلمي

البحث العلمي

كتاب البحث العلمي ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

6- ظاهرة تفشي الفقر. إن منهج الاستقراء في ملاحظته لهذه الظاهرة، وإذا ثبتت صحة فرضيتها؛ وهي انخفاض الدخول، تصبح نظرية، وبعنوان: "انخفاض الرواتب سبب الفقر". وهذه النظرية مناط منهج الاستنباط. وبالتالي، فإن منهج الاستنباط في تحليله لهذه النظرية، وإذا ثبتت صحتها، تقود إلى صحة الظاهرة. والظاهرة مناط منهج الاستقراء.

7- ظاهرة البطالة. إن منهج الاستقراء في ملاحظته لهذه الظاهرة، وإذا ثبتت صحة فرضيتها؛ وهي العمالة الوافدة تصبح نظرية، وبعنوان: "العمالة الوافدة سبب البطالة". وهذه النظرية مناط منهج الاستنباط. وبالتالي، فإن منهج الاستنباط في تحليله لهذه النظرية، وإذا ثبتت صحتها، فإن ذلك يعني صحة الظاهرة. والظاهرة مناط منهج الاستقراء.

8- ظاهرة ارتفاع الأسعار. إن منهج الاستقراء في ملاحظته لهذه الظاهرة، وإذا ثبتت صحة فرضيتها؛ وهي قلة السلع تصبح نظرية، وبعنوان: "قلة السلع سبب ارتفاع الأسعار". وهذه النظرية مناط منهج الاستنباط. وبالتالي فإن منهج الاستنباط في تحليله لهذه النظرية، وإذا ثبتت صحتها، فإن ذلك يعني صحة الظاهرة. والظاهرة مناط منهج الاستقراء.

ونفس الشيء يُقال بالنسبة للظواهر الأخرى: كظاهرة انتشار الخلويات، وظاهرة انتشار اللاقطات الهوائية، وظاهرة الترهل الإداري، وظاهرة ارتفاع، وانخفاض النمو الاقتصادي، وظاهرة ارتفاع، أو قلة نسب المواليد، أو الوفيات. وظاهرة ارتفاع نسب الطلاق، وانخفاض نسب الزواج، وظاهرة ارتفاع أو انخفاض مستوى الأداء في الجامعات...الخ. وتأصيلاً ختامياً لهذه الخاصية نصل إلى النتائج، والحقائق، والمعادلات التالية:

إنّ منهج الاستقراء، وظواهره يقود إلى منهج الاستنباط، ونظرياته. أي أن منهج الاستقراء يقود إلى منهج الاستنباط.

وإنّ منهج الاستنباط، ونظرياته يقود إلى منهج الاستقراء، وظواهره.

أي أن منهج الاستنباط يقود إلى منهج الاستقراء.

وهذا يعني أن المنهج العلمي يجمع بين خاصيتيْ: الاستنباط، والاستقراء.

الرابعة - خاصية الرقمية الحسابية

أي استخدام لغة الأرقام، والحساب في تحليلات المنهج، وملاحظاته للعلوم، والظواهر الكونية، والتطبيقية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية.

ويستند إلى الحقائق العلمية الرقمية، والحسابية. فالمنهج العلمي يستخدم لغة الأرقام، والمعادلات الرياضية، والكمية في تحليله، وملاحظته للظواهر، وفي دراسته لمختلف العلوم سواء الطبيعية، والكونية، والتطبيقية، أو العلوم، والظواهر الاقتصادية، والاجتماعية، والقانونية، ولو بشكل أقل دقة بالنسبة للعلوم الأخيرة بسبب تأثرها بالمؤثرات، والميول الشخصية، والمزاجية. إن المنهج العلمي أسلوب للتفكير المنظم السويّ السليم الدقيق إذا ما استند إلى لغة الأرقام، والبُعد عن الأهواء، فتكون نتائجه في تحليله للظواهر، وتناوله للعلوم أكثر دقة، وأقرب إلى الصحة، بل وقد تتصف نتائجه بالدقة المتناهية.

إن القول بالنسبة لذكاء فلان: يبلغ 80% أكثر دقة، وأقرب إلى الصواب من القول: بأن فلان ذكي. ونفس الشيء، فإن القول: بأن درجة غباء فلان تبلغ 50% أكثر دقة من القول بأنه غبي.

وكذلك فإن القول: بأن درجة حرارة الجو 30 أكثر دقة من القول: بأن الجو حار.

ونفس الشيء فإن القول: بأن درجة برودة الجو 15 أكثر دقة من القول: بأن الجو بارد.

وذلك لأن الفرق بين الجو الحار، والجو البارد أي الفرق بين الحرارة، والبرودة هو فرق في الدرجة، والدرجة رقم رياضي حسابي يمكن حسابه بشكل دقيق، ودقة متناهية؛ وخاصة؛ لتوفر الوسائل التكنولوجية المستخدمة في القياس، والحساب.

ونفس الشيء، وباستخدام المنهج العلمي الرقمي يمكن قياس، وحساب درجات التمدد، والتقلص للمعادن، ودرجات الغليان، والتجمد بالنسبة للسوائل.

وكذلك قياس، وحساب المساحات، والأحجام، والطول، والعرض، وغيرها.

وكذلك، ونفس الشيء بالنسبة للظواهر الاقتصادية، والاجتماعية، ولو بأقل دقة من نظيرتها الطبيعية يمكن قياس معدلات الجريمة، والفقر، والنمو الاقتصادي، والسكاني، ونسب التوالد، والإنتاج، والاستهلاك، والتخلف، والتقدم....الخ. وبالأرقام، والعمليات الحسابية.

وفي أواخر القرن الماضي، وأوائل هذا القرن انتقل المنهج العلمي الرقمي بالعلوم، والمعارف خاصة الطبيعية، والتطبيقية إلى أقصى درجات التقدم العلمي، والتكنولوجي حيث أن المنهجية الرقمية اتخذت منهجاً سريعاً بالنسبة للمخترعات، والمكتشفات، والمصنوعات، والأدوات العلمية، ومنها: الكهربائية، والتلفزيونية، وأدوات الإرسال، والاستقبال، والخلويات، والكمبيوتر، والصواريخ، والأقمار الصناعية إلى درجة الحكم بأن الأحدث منها هو ذو الطابع الرقمي.

وبالمنهج العلمي الرقمي غزا العلماء الفضاء، وساعدهم بل وأهّلهم على الانتقال بعلم الفلك، والفضاء نقلة نوعية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها.

فبهذا المنهج تمكن العلماء من اكتشاف المجرات، والنجوم، والكواكب، والشموس، وقياس أحجامها، ومداراتها، وأبعادها عن بعضها البعض أو عن الأرض، والشمس. وعلى سبيل المثال تم تحديد بعد الأرض عن الشمس ويبلغ 92.5 مليون ميل، وحجم كوكب المشتري الذي يزيد عن حجم الأرض بـ 300 مرة، وحجم الشمس بالنسبة للأرض مليون مرة، وحجم القمر بربع حجم الأرض، وهكذا. وبالمنهج العلمي الرقمي حدد العلماء الأبعاد الأربعة للنقطة، أو الصفر، وهي: الطول، العرض، الارتفاع، والزمن. ويحاولون الآن تحدد الأبعاد المتعلقة بالوتر حيث يأملون، أو يفترضون أن تكون أبعاده أكثر، وبحيث يُفترض أنها تتعدد، وتتنوع أبعاده بقدر تعدد، وتنوع الضربات عليه قياساً على أوتار العود الموسيقي.

الصفحات