كتاب " المناهج الحديثة وطرائق التدريس " ، تأليف د.
قراءة كتاب المناهج الحديثة وطرائق التدريس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المفهوم الحديث للمنهج
بما أن المنهج وسيلة التربية في تحقيق أهدافها فلا بد أن يشتق مفهومه من مفهوم التربية التي يتأسس عليها وعلى هذا الأساس فإن المفهوم الحديث للمنهج مشتق من المفهوم الحديث للتربية الذي بموجبه تغيرت وظيفة التربية من تزويد المتعلم بالمعلومات كما كان عليه الحال في المنهج التقليدي إلى تعديل سلوك المتعلم على وفق متطلبـــــــات نموه أولاً، وحاجات المجتمع، ومتطلبات الفلسفة التربوية التي تتبناها ثانياً، وذلك بعد أن توصل المربون إلى أن سلوك الإنسان لا يمكن تعديله بمجرد تزويده بالمعلومات لأن الإنسان ليس بالضرورة أن يعمل بما يعلم؛ إنما هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن توجه سلوك الإنسان منها ما هو نفسي، ومنها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو روحي، ومنها ما هو جسمي، وإن هذه العوامل تتداخل مع بعضها فتؤدي مجتمعة إلى تكوين اتجاهات الفرد وميوله وعاداته، وقيمه، وأنماط تفكيره. فضلاً عن أثر طرائق التدريس، وشخصية المدرس، وأساليبه في التعامل مع طلبته، وتنظيم بيئة التعلم في تعديل سلوك المتعلم وتعلّمه.
وعلى أساس ما تقدم ظهر المفهوم الحديث للمنهج الذي أصبح المنهج بموجبه يشتمل على جميع الخبرات التي تهيؤها المدرسة، وتقدمها لطلبتها في داخل المدرسة أو خارجها بقصد تحقيق النمو الشامل لشخصية المتعلم وإعانته على مواجهة ما قد يواجهه من مشكلات في حياته، وجعله عضواً فعالاً في المجتمع الذي يعيش فيه وهو بذلك يكون أكثر اتساعاً من المفهوم التقليدي للمنهج.
وقد عرف المنهج الحديث تعريفات عديدة منها:
هو مجموع الخبرات المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة تلاميذها على تحقيق النتاجات التعليمية بأفضل ما تستطيعه قدراتهم (اللقاني،1995) .
هو جميع ألوان النشاط التي يقوم بها التلاميذ، أو جميع الخبرات التي يمرون بها تحت إشراف المدرسة، وتوجيهها سواء أكان ذلك داخل المدرسة أو خارجها (إبراهيم، 1980).
هو جميع الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة للتلاميذ تحت إشرافها بقصد احتكاكهم، وتفاعلهم معها. وعن طريق هذا الاحتكاك والتفاعل يحدث تطوير سلوكهم، أو تعديله، ويؤدي إلى تحقيق النمو الشامل المتكامل الذي يعد الهدف الأسمى للتربية (عبد الموجود، وآخرون،1979).
هو مجموعة من الخبرات المربية التي تهيؤها المدرسة للمتعلمين وتجري تحت إشرافها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل وتعديل سلوكهم (فرحان، وآخرون، 1999).
وقد عرفه جودة أحمد سعادة وعبد الله محمد إبراهيم بأنه مخطط تربوي يتضمن عناصر مكونة من أهداف، ومحتوى، وخبرات تعليمية، وتدريس، وتقويم مشتقة من أسس فلسفية، واجتماعية، ونفسية، ومعرفية مرتبطة بالمتعلم، ومجتمعه تطبق في مواقف تعليمية داخل المدرسة، وخارجها تحت إشراف منها بقصد الإسهام في تحقيق النمو المتكامل لشخصية المتعلم بجوانبها العقلية، والوجدانية، والجسمية، وتقويم مدى تحقق ذلك كله لدى المتعلم (سعادة، وإبراهيم،2004) .
وعرف أيضاً بأنه كل دراسة، أو نشاط، أو خبرة يكتسبها الطالب أو يمر بها تحت إشراف المدرسة وتوجيهها داخل الصف أو خارجه.
وفي ضوء ما تقدم فإن المنهج لا يقتصر على المفردات الدراسية بل يشتمل على الأنشطة والخبرات التي يقوم بها الطالب داخل المدرسة و خارجها، وهو لا يقتصر على المادة الدراسية إنما يشمل أهداف العملية التعليمية، وتقويمها، والمتعلم وما يتصل به من جوانب شخصية عقلية ووجدانية، وجسمية، وذلك يعني:
1- أن أهداف التعليم في المنهج الحديث لا تقتصر على المعارف بل تتعداها إلى تحقيق التنمية الشاملة لشخصية المتعلم.
2- أن التعليم لا يقتصر على ما يجري بين جدران قاعة الدراسة إنما يتسع ليشمل ما يمارسه الطلبة من أنشطة تعليمية خارج المدرسة ما دام يجري تحت إشراف المدرسة وتهيئتها.
3- أن الأنشطة التي يمارسها الطلبة تعد جزءاً من المنهج يخطط لها، وتقوّم نتائجها.
4- أن المنهج الحديث يتسع ليشمل الأهداف التربوية والتعليمية، ومحتوى المادة الدراسية، وطرائق التدريس، والوسائل التعليمية، والأنشطة المدرسية، ودور المعلم والمتعلم، وعملية التقويم.
5- أن الخبرة في المفهوم الحديث للمنهج هي وحدة بناء المنهج وهي أشمل من المعرفة لأن الخبرة تتضمن الجانب الوجداني والمهاري إلى جانب المعرفة، في حين يقتصر المفهوم التقليدي على الجانب المعرفي فقط