كتاب " المناهج الحديثة وطرائق التدريس " ، تأليف د.
قراءة كتاب المناهج الحديثة وطرائق التدريس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وكل ما ينص عليه في وثيقة المنهج المصادق عليها والمقررة من الجهات الرسمية. ولكن هل ما يجري في الواقع يدل على تنفيذ المنهج الرسمي كما هو موضوع أو محدد؟ لو تفحصنا حال تطبيق المناهج الرسمية في المدارس بمراحلها المختلفة نلاحظ بوضوح أن هناك اختلافاً وفجوة قد تتسع أو تتقلص بين المنهج المنصوص عليه، وبين ما يطبق فعلاً في أرض الواقع. وهذا الاختلاف له أسبابه التي قد يكون منها:
عدم إيمان إدارات المدارس بالمنهج المقرر.
عدم إيمان أولياء الطلبة بالمنهج المقرر.
عدم تأهيل إدارات المدارس والمعلمين للتعامل مع المنهج المقرر.
عدم توافر الإمكانيات اللازمة لتنفيذ المنهج.
عدم ملاءمة المنهج لقدرات المتعلمين واهتماماتهم.
الافتقار إلى نظام إداري يساعد على تطبيق المنهج.
وغير ذلك من الأسباب وما نريد الوصول إليه أن هذا الاختلاف بين المنهج الرسمي وتطبيقه أدى إلى ظهور النوع الثاني من المنهج وهو المنهج الواقعي الذي سيأتي الحديث عنه.
العوامل المؤثرة في المنهج الرسمي
إن المنهج الرسمي يتأثر بمجموعة من العوامل ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار من مصمميه ومنفذيه وهي:
1) مستوى نضج الطلبة وأعمارهم.
2) مدة العام الدراسي وعدد أيام الدوام، وعدد ساعات الدوام في كل يوم، وطول الحصة الدراسية.
3) طول المرحلة الدراسية وعدد المواد الدراسية التي تدرس فيها وعدد المواد التي تدرس في كل سنة.
4) جدول الدروس الأسبوعي وتوزيع المواد الدراسية بين الأيام والساعات الدراسية.
5) بناية المدرسة وتجهيزاتها ومقاعد الجلوس ونوعيتها، وعدد الطلبة في القاعة الواحدة.
6) ارتباط محتوى المنهج وأنشطته بالأهداف.
7) المعلم ومستوى تأهيله وكفاياته المعرفية والأدائية.
8) أساليب التدريس المستخدمة ومدى ملاءمتها للمحتوى وأهداف المنهج.
9) اللغة المستخدمة في التعليم ومدى ملاءمتها.
10) خصائص الطلبة وخلفياتهم الثقافية والمعرفية ومستوى دافعيتهم نحو التعلم.
11) مستوى قناعة المعلم وإدارة المدرسة والقائمين على عملية تنفيذ المنهج بمحتواه وأهدافه وطريقة تنظيمه.
12) مستوى تأهيل إدارة المدرسة وقدرتها على التعامل مع المنهج ومتطلبات تنفيذه.
13) حجم المعلومات والأنشطة والخبرات التي يتضمنها المنهج ونوعيتها.
مقترحات تحسين المنهج الرسمي
أشارت الفتلاوي (2006) إلى جملة من المقترحات التي رأت أنها يمكن أن تؤدي إلى تحسين المنهج الرسمي منها:
1) تزويد المعلمين بالكفايات المهنية والعلمية والتربوية اللازمة لتنفيذ المنهج.
2) ربط المنهج بمشكلات المجتمع وحاجاته وتوظيفه لمواجهة المشكلات التي يمكن أن يواجهها الطلبة في البيئة التي يعيشون فيها.
3) تضمين المنهج الحديث أحدث ما تم التوصل إليه في تكنولوجيا التعليم، واستخدام تكنولوجيا المعلومات في التدريس.
4) توفير جميع الخدمات التربوية والتعليمية اللازمة لإنجاح المنهج في تحقيق أهدافه.
5) الاستفادة من آراء جميع القائمين على عمليات المنهج لأغراض تحسين المنهج وتطويره.
6) تأهيل المعلمين قبل الخدمة وفي أثنائها للتعامل مع المنهج.
7) الاهتمام بالأنشطة الصفية وغير الصفية والتخطيط وتقويم نتائجها.
8) إعادة النظر بالأنظمة والسياسات التعليمية التي تشكل نظام التعليم وجعلها منسجمة مع متطلبات المنهج.
9) مراعاة الأسس النفسية والاجتماعية والتربوية في تحديد طول اليوم الدراسي والساعات الدراسية، وعدد المواد التي يتم تدريسها، وتوزيع المواد بين الحصص، وتنظيم جدول الدروس الأسبوعي بطريقة تنال رضا الطلبة والمدرسين.
10) الحرص على أن يترجم المنهج الرسمي الفلسفة التربوية التي يتبناها المجتمع، ويحقق الأهداف التربوية المنشودة.
11) أن يحرص المنهج على سلامة اللغة المستخدمة في التدريس ووضوحها، ومقروئية الكتب المدرسية، ومدى إشراكيتها للطلبة.
المنهج الواقعي Real Curriculum
هو المنهج المنفذ فعلاً، أو الممارسات الواقعية التي يمارسها الطلبة والمعلمون فعلاً ويتعلم منها الطلبة ويعرف بأنه كل ما يكتسبه الطلبة من خبرات تعليمية على أيدي المعلمين ضمن الواقع البيئي الذي يعيشونه، وقد عرفه مرعي والحيلة (2001) بأنه الممارسات الواقعية على مستوى المدرسة التي قد تكون مقصودة، أو غير مقصودة؛ فيتعلم منها المتعلم.
إن المنهج الواقعي يفترض أن يرتبط بالمنهج الرسمي من حيث المبادئ والقواعد والأهداف ولكن الواقع يشير إلى غير ذلك فهناك هدر واضمحلال وتردّ في نوعية الكثير من مخرجات المنهج ناجم عن وجود اختلاف بين المنهج الرسمي وتطبيقه في المواقف التعليمية أدت إلى حصول فجوة بين المنهج الرسمي الذي تم التخطيط له، وبين المنهج الواقعي(المنفذ فعلاً) والفرق بين المنهج الرسمي والمنهج الواقعي هو أن المنهج الرسمي واحد معروف أما المنهج الواقعي فهو متعدد متنوع يختلف من مدرسة إلى أخرى ومن معلم إلى آخر ومن مادة إلى أخرى، ومن بيئة إلى أخرى وذلك لوجود اختلاف في تطبيق المنهج الرسمي من حيث الممارسات التعليمية والتعلمية وقد تصل التطبيقات إلى حد التناقض وعلى أساس ما تقدم فإن المنهج الواقعي هو الجزء الذي يتم تنفيذه فعلاً من المنهج الرسمي داخل المدرسة أو خارجها تحت إشرافها وبقصد منها.
كيف نقرب بين المنهج الرسمي والمنهج الواقعي
لا شك أن تحسين المنهج الرسمي بتطبيق المقترحات التي مرّ ذكرها يسهم في التقريب بين المنهج الرسمي والواقعي غير أن هناك مقترحات من شأنها تقليل الفجوة بين المنهجين أشار إليها جلاتهورن (1995) وهي:
توفير المواد التعليمية المساعدة للمنهج ومنها دليل المعلم الذي يعينه على كيفية تنفيذ المنهج وتوضيح ما في المنهج من غموض، ومنها الوسائل والتجهيزات اللازمة لتنفيذ المنهج.
تأهيل مديري المدارس وتشجيعهم على تحمل مسؤولية تطبيق المناهج في مدارسهم وتزويدهم بالكفايات اللازمة لذلك.
اقتناع المديرين بجدوى المناهج الرسمية وتبنيهم لها.
إتاحة الفرص اللازمة لتبادل الآراء بين جميع العاملين في المنهج.
إسهام المعلمين في المنهج الرسمي من حيث الأهداف واختيار المحتوى والتنظيم.
تأهيل المعلمين لتنفيذ المنهج.
ضمان تأييد المجتمع للمنهج ورضا المتعلمين عنه.
المنهج الخفي Hidden Curriculum
هو المنهج غير المخطط له الذي يتحصل عليه الطالب بشكل غير مباشر من خلال العملية التعليمية فالمعلم على سبيل المثال عندما يعطي درجة لطالب على إنجاز الواجب فإن الغرض المباشر من هذه الدرجة هو قياس أداء الطالب في ذلك الواجب ولكن الطالب قد يتعلم من هذا الإجراء تحمل المسؤولية، أو التنافس وهذه أمور غير ظاهرة في الممارسة التي قام بها المعلم. فالمنهج الخفي هو مجموع العمليات العقلية والاتجاهات، والقيم والأداءات التي يكتسبها الطالب بصورة غير مباشرة (خارج المنهج المعلن أو الرسمي) طواعية بطريقة التشرب من دون إشراف، ونتيجة تفاعل المتعلم تفاعلات مختلفة مع زملائه ومعلميه،والإداريين في المدرسة، ومن خلال الأنشطة غير الصفية وبالملاحظة والقدوة (مرعي وآخرون، 1993)، وقد عرفه فايز(2003)، بأنه المنهج الذي يشير إلى تقديم الخبرات والقيم والاتجاهات، والممارسات الاجتماعية من خلال الحياة المدرسية، والتعامل مع الأفراد والمعلمين في قاعة الدرس من دون أن يكون ذلك وارداً في أهداف المنهج الرسمي. وقد يكون ما يتعلمه التلاميذ في هذا الإطار متعارضاً مع الأهداف الاجتماعية المعلنة.
فالمنهج الخفي مرتبط بالتعليم غير المقصود، أو التعليم المصاحب، ويرى جاكسون أن تأثيره أكبر من تأثير المنهج الرسمي أو المعلن في معظم الأحوال الأمر الذي يتطلب من المدرسة أن تأخذ بعين الاعتبار ما خلف المنهج الرسمي فتبني لنفسها منظومة قيمية خاصة بها تجعل منها موطن اعتزاز وافتخار وولاء لطلبتها (مرعي وآخرون، 1993)، والمنهج الخفي يتضمن القيم والمعارف، والعادات، والمعتقدات التي يمكن أن يكتسبها الطلبة بشكل غير مباشر من خلال العملية التعليمية وقد أطلقت عليه تسميات عديدة منها:
- المنهاج غير المقصود.
- المنهاج المستتر.
- المنهاج الباطن.
- المنهاج غير المقرر.
- المنهاج الذي لا يُدرّس.
- المنهاج الضمني.
- المنهاج الموازي.
ولكي يكون المنهاج الخفي ذا جدوى ينبغي أن يكون مرتبطاً بالمنهج الرسمي والواقعي علماً بأن المنهج الخفي يؤثر ويتأثر بكل من المنهج الرسمي والواقعي.