أنت هنا

قراءة كتاب رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

كتاب " رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 1

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإن الحضارة الإنسانية قائمة على ثلاثة أبعاد: وهي الأخلاق، والروحانيات والمادة. وهذه الأبعاد الثلاثة تتوفر في الحضارة الإسلامية المستندة إلى كتاب الله عزّ وجلّ " وهو القرآن الكريم". ولكي نعمل على إحياء الحضارة الإسلامية وتطويرها، يجب أن نعمل من أجلها، إنها تحتاج إلى زرافات من الأشخاص المتمسكين بكتاب الله الكريم، يقرؤونه وينفذون ما جاء فيه. إنها مسؤوليتنا نحن المربين والآباء في تنشئة هؤلاء الأشخاص على دين الله، ألا وإن دين الله هو الإسلام.

إذن الحضارة تبدأ من الأسرة، وما دامت الأسرة تسير حياتها وفق الشريعة الإسلامية المنطلقة من إيمانها العميق بها؛ فإنها تعمل على تنشئة الأجيال وتربيتهم التربية الصالحة والفاعلة.

فالأسرة هي الخلية الأساسية الأولى للمجتمع، والمجتمع مجموعة أسر تعيش معا، وتربط بينها مجموعة قوانين وأنظمة لتحكمها؛ وبذا تتكون الدولة والوطن. فإذا كانت الأسرة سليمة وقوية كان المجتمع قويا، وإذا كانت الأسرة مفككة في علاقاتها، ومتباينة في الفكر والسلوك انعكس ذلك على المجتمع فأصبح مفككا ومهزوما.

لذلك اهتم ديننا الحنيف بمراحل بناء الأسرة لتستقيم مهامها وتؤتي ثمارها كخلية صالحة في المجتمع فيصلح المجتمع كله.

ولكي نرسي الدعائم الأولى للأسرة الصالحة والتي ستنشئ أجيالا صالحة، يجب أن نبدأ بأهم دعامتين وهما الزوجان. فيجب أن يرسخ الإيمان في قلوب الأفراد ليجعل سلوكهم متوافقا مع إيمانهم. إذ ينعكس الدين والإيمان على أخلاق الأفراد وسلوكهم وتعاملهم مع بعضهم، والذي يظهر في اللطف، وفي اللين، وفي الكياسة، والذوق، والرحمة، والمساعدة، والتعاون لوجه الله سبحانه، والحساسية الاجتماعية، ومشاركة الآخرين في أفراحهم وأتراحهم. وأن يعرف الفرد هدفه في الحياة، ولماذا خلق قال تعالى" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات،56)، وما خلق الإنسان إلاّ ليعمر الأرض لأن في العمل وتعمير الأرض عبادة.

ومن أجل عمارة الأرض؛ يجب أن يحدد الإنسان هدفه في الحياة؛ ولكي يحقق أهدافه لا بد من مشاركة الآخرين في تحقيقها. إذن يحتاج إلى شخص آخر يدعمه ويزوده بالطاقة ويسانده في الوصول إلى تلك الأهداف. وهذا يشير إلى علاقة متوافقة بين شخصين كل منهم يؤازر الآخر، وكل منهم يقوم بدوره الفاعل، ويعملان معا على تنشئة جيل قوي واعد وتربيته تربية قويمة.

فرعاية الطفل تبدأ من العلاقة المتوافقة بين الزوجين، واللذين يتمتعان بشخصية سوية، الشخصية المؤمنة، المسلمة ومن كل زوجين تنشأ الأسر الصالحة. هما صالحان ليكونا آباء ومربين، يهيئان الجو الديني والظروف المناسبة والملائمة في تنمية الأطفال وتطويرهم.

وفي بحثنا عن تأثير الإيمان بالله وبملائكته وبكتبه، وبرسله، وباليوم الآخر، وبقضائه وقدره في تربية النفس البشرية؛ فإننا نهدف إلى إعادة التوافق للأزواج وأهمية التمسك بالدين والإيمان ليصبح جزءا لا يتجزأ من شخصيتهم والذي ينعكس على سلوكهم؛ مما يساعد على التأثير في الآخرين وخاصة الأبناء. فمن الضروري التمسك بالطريقة الصحيحة في اختيار كل منهما للآخر ليشيع الوفاق والوئام والتفاهم بينهما. وبالتالي يعملون على إشاعة جو الود، والمحبة، والرحمة، والألفة التي يشعر بها الطفل في أول أيامه، والسنوات الخمس الأولى من عمره. فهو يحس بالأمان، والطمأنينة، والثقة، والانتماء. فتتاح له الفرص في التعبير عن حاجاته ويعمل الآباء على إشباعها بالطريقة والحدود المتناسبة مع مراحل نموه المبكرة، والتي تعبر عن طريقة التعامل مع الأبناء في مرحلة السنوات الخمس الأولى.

إننا بهذا الأسلوب نرسي الدعائم الأولى والأسس القوية المتينة للأطفال، ليترعرعوا في بيئة نقية صافية، وليتشربوا القيم والمبادئ الأساسية التي تساعدهم في مواجهة الصعوبات والضغوطات في مرحلة الطفولة المبكرة.

أننا ضعنا الأسس القوية في تنشئة الأطفال، وفي جعل الإيمان المحرك الأول لسلوك الأفراد، بالاعتماد على الطريقة الصحيحة في عملية اختيار شريك/ شريكة الحياة؛ مما يهيئ جوا ملائما ويوفره من أجل تكوين شخصية الطفل وتنمية قدراته وتمكينه من المهارات اللازمة له في حياته ليصبح شخصا قياديا فاعلا وعاملا برسالة الاستخلاف على الأرض ونشر السلام والأمن فيها.

وبناء عل ما تقدم سيتناول هذا الكتاب في الفصل الأول آثار أركان الإيمان في سلوك الإنسان. والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقضائه وقدره، بخيره وشره من الله تعالى.

ويتناول الفصل الثاني الأسرة في ضوء الهدي الإسلامي من حيث أسس اختيار الزوج والزوجة والعلاقة بين الزوجين ودور الأب ومشاركته في تربية الطفل.

كما يتناول الفصل الثالث علاقة الوالدين مع الأبناء والتعامل معهم والتي تبدأ في معرفتهما بخصائص الطفل في مراحله المبكرة ما قبل الولادة وما بعد الولادة حتى سن الخامسة أو السادسة.

هذا الكتاب يركز على الأساسيات الأولى التي تؤثر تأثيرا عميقا في تنشئة الطفل لتبدأ في التبلور في الخمس سنوات الأولى

أما الفصل الرابع فيعرض المنهج التربوي الإسلامي

ويعرض الفصل الخامس الأساليب التربوية في ضوء الهدي الإسلامي

بينما يعرض الفصل السادس محاولة وضع طرق التعامل مع الطفل مشيرين إلى مصادر الأخطاء في التربية ومؤكدين على تكوين العائلة المتوافقة التي تسير على خط واضح ومحدد في التعامل مع الطفل منذ المرحلة الجنينية حتى سن الخامسة

نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه الخير، ونرجو ثوابه في الدنيا والآخرة. والله المستعان،،

المؤلفان

الصفحات