أنت هنا

قراءة كتاب رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

كتاب " رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 9

سادسا. أثر الإيمان بالقضاء والقدر في تربية النفس

القضاء والقدر هما النظام المحكم الذي وضعه الله تعالى لهذا الكون، والقوانين العامة والسنن التي ربط الله بها الأسباب بمسبباتها. أو هما حكم الله تعالى في شيء بحمده أو ذمه وبكونه وترتيبه على صفة كذا والى وقت كذا. والقضاء هو حكم الله تعالى أزلا بوجود الشيء أو عدمه، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) الزمر: ٦٩ والقدر هو إيجاد الله تعالى لأشياء على كيفية خاصة في زمن معين، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)القمر: ٤٩

والإيمان بالقضاء والقدر هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر بقضاء الله وقدره وأنه عزّ وجلّ الفعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته ولا يخرج شيء عن مشيئته ولا محيد لأحد عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور. وأنه تعالى علم مقادير الأشياء وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه. وأنه تعالى يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته. وأنه تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم وجعلهم مختارين، " ولله في خلقه شؤون".

ومن آثار الإيمان بالقضاء والقدر في تربية النفس

· الأمان والاطمئنان ودفع القدر بالقدر، (قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)الرعد: ٢٧ - ٢٨

· يدعو المسلم إلى العمل الجاد الى كسب الرزق له ولمن يعول،(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) الجاثية: ١٣

· كما يدفع المسلم الى الشجاعة في مقارعة الأعداء بالحجة والبيان وبالسيف والسنان وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

· ويعمق الإيمان في قلب المسلم ويجعله يوقن أن الله وحده هو النافع الضار المانع المعطي المعز المذل؛ وهذا يدعوه الى التوكل عليه والاعتماد عليه والخوف منه، وعبادته حق العبادة، وتقديم طاعته وأوامره على كل شيء.

· ويجعل نفس المؤمن راضية مرضية، مطمئنة لما كان وما هو كائن وما سيكون. ويدعوه لعدم اليأس والجزع والقنوط، وعدم البطر والتكبر وغمط حقوق الآخرين.

· كما يحرر النفس من خوف غير الله عز وجل في قوله تعالى:(وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ۖ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) يونس: ١٠٦

· كما يدعو الى الجرأة في قول الحق وفي مقارعة الأهوال والخطوب، والصمود في وجه الباطل والطغيان. لأن الخلق كلهم لن يدفعوا عنه الموت أو يحولوه عنه إذا حان الأجل في قوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف: ٣٤

· ويدعو المؤمن للصبر إن ضاق عليه رزقه ـ فقد يكون ذلك ابتلاء ـ والسعي لطلب الحلال وعدم تعديه الى الحرام، وألا يركع ـ في سبيل الحصول على الرزق ـ أمام أصحاب الجاه والأموال.

· ويدعو المؤمن لحب الله تعالى وتعظيمه والتسبيح بحمده وإجلاله؛ لأنه عز وجل هداه الى صراط مستقيم، ويسره لعبادة العليم الحكيم، فكل ميسر لما خلق له.

· يدعو المؤمن للخوف من الله والدوام على طاعته، وعدم مخالفة أمره، ومراقبته تعالى، ودعائه بحسن الخاتمة؛ لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ، ولا يدخل إنسان الجنة بعمله، وهذا يدعو المؤمن لعدم الاغترار بعمله ويحثه على أن يكون دائما بين الخوف والرجاء. لأن المؤمن بين مخافتين ، بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه.

الصفحات