كتاب " مبادئ إدارة الأعمال " ، تاليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب مبادئ إدارة الأعمال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإدارة لدى العرب والمسلمين:
لقد أشارت آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وسيرة الخلفاء الراشدين جميعها إلى العديد من المبادئ والتطبيقات الإدارية التي تحث على ضرورة الالتزام بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لنيل مرضاة الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال العمل على أعمار الدنيا مع التمسك بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى دخول الجنة والابتعاد عن النار، وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف فقد تم التركيز على ضرورة تعيين الموظفين على أساس مبدأ العمل والتخصص فيه والتزام مبدأ الشورى في إدارة شؤون الدولة، حيث ظهرت العديد من الدواوين ونظم الرقابة على الإيرادات والنفقات في الخلفاء الراشدين، ومبدأ السلطة اللامركزية في العهد الأموي، ونظام الوزارات في العهد العباسي.
الأمر الذي يؤكد على أن الفضل في إرساء دعائم مبادئ وتطبيقات علم الإدارة المدونة منها والموروثة يعود في معظمه للحضارات الإنسانية المتعاقبة التي نشأت وترعرعت على أرضنا العربية، مع عدم إغفال أو نكران ما للأمم والحضارات الأخرى من مساهمات وإدوار لا يمكن تناسيها أو تجاهلها في هذا المضمار، وذلك مثل الحضارات اليونانية والصينية والهندية وغيرها قديما، والحضارات الأوروبية والأمريكية واليابانية وغيرها حديثا، فالإدارة حالها حال غيرها من العلوم الأخرى هي جهد بشري وارث أنساني متراكم بدأ مع آدم ولن ينتهي إلا بانتهائه، وبالتالي لا يمكن لأمه واحدة أو حضارة بمفردها أن تدعي السبق أو الريادة فيه لكننا ومن خلال عرضنا لما سبق وأن توصل إليه غيرنا من الباحثين من نتائج موثقة والذين بالمناسبة جلهم من الباحثين الأجانب وليس من العرب نستطيع أن نزعم بفخر بأن امتنا العربية قد كان لها مساهمات بارزة ومتميزة في ترسيخ مبادئ هذا العلم وإبرازه إلى حيز الوجود مقارنة مع غيرها من الأمم، لاسيما وأنه قد ثبت على ارض الواقع بأن الإدارة الناجحة هي سر نجاح الأفراد والجماعات والشركات والمؤسسات والدول في كل زمان ومكان، وما سادت الأمم على مر العصور إلا بنجاح الإدارة فكرا وتطبيقا وما بادت تلك الأمم للأسف إلا بالتخلي عنها فكرا وتطبيقا.