كتاب " مبادئ إدارة الأعمال " ، تاليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب مبادئ إدارة الأعمال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أولا: الإدارة كعلم:
يرى بعض المفكرين بأن الإدارة هي علم تحكمه قوانين علمية ثابتة نسبياً، وأنه لو تم تطبيقها في ظروف معينة بقدر ملائم فأنه سوف يتم التوصل إلى نفس النتائج، وذلك بغض النظر عن مكان وزمان وجودها، ويرى هؤلاء المفكرين بأنه وعلى الرغم من عدم التوصل إلى كافة القوانين التي تحكم نتائج العمل الإداري إلى الآن لكي تصبح الإدارة علماً كبقية العلوم، إلا أنه قد تم التوصل إلى العديد من القواعد التي لو تم تطبيقها في ظروف ملائمة فإنه سوف يتم التوصل إلى نفس النتائج، مبررين التأخير في استكمال بقية القواعد للأسباب التالية:
1. أن علم الإدارة حديث نسبياً ولم يعطى الزمن الكافي لاكتشاف بقية مبادئه وقوانينه.
2. إن الإدارة علم من العلوم الاجتماعية والتي بطبيعتها تتسم مبادئها وقواعدها بالمرونة وعدم الاستقرار النسبي.
لكنه يبقى كغيره من العلوم يعتمد على ركنين أساسين من البحث والتقصي هما:
1. الاستقراء أو التقصي Induction: أي التوصل إلى المبادئ والقواعد والقوانين العلمية من خلال مراقبة وتحليل وضبط الظواهر الإدارية القائمة، بهدف تحديد الأسباب وإحكام السيطرة على النتائج في المستقبل.
2. الاستنباط أو الاستنتاج Deduction: أي التوصل إلى النتائج والظواهر الإدارية القائمة من خلال تطبيق المبادئ والقواعد والقوانين العلمية، بهدف تحديد الأسباب وإحكام السيطرة على النتائج في المستقبل.
وعلى هذا الأساس فإن الإدارة كعلم يبقى جهدها منصبا على ملاحظة أو مشاهدة الظواهر في الواقع الإداري بهدف تحليلها وتشخيص أسبابها ومعرفة النتائج المترتبة عليها تمهيدا للتحكم فيها، إلا أنه لا يمكن النظر إليه بنفس الزاوية التي ينظر من خلالها إلى العلوم المجردة مثل علم الرياضيات أو الكيمياء أو الفيزياء لكونه يتعامل مع البشر وليس مع الجمادات، والإنسان بطبعه يتغير ويتطور باستمرار ويختلف من حيث طريقة التفكير والسمات النفسية عن غيره من البشر، وبالتالي من المستحيل ضبط سلوكه والتحكم بنتائج أعماله في كل زمان وكل مكان ولمجموع البشر، فلو قمنا على سبيل المثال بفتح مطعم بنفس المواصفات لإعداد وبيع المنسف الأردني في كل من عمان وواشنطن وموسكو فإن النتائج المالية سوف تختلف باختلاف الزمان والمكان، وذلك على النقيض من العلوم المجردة الأخرى التي يمكن التحكم بسلوكها ونتائجها النهائية باستمرار، حيث انه لو قام عربي أو روسي أو أمريكي على سبيل المثال بخلط ذرتين هيدروجين مع ذرة أكسجين فان النتائج النوعية سوف لن تختلف باختلاف الزمان والمكان فهي واحده في كل الأحوال، لكن علم الإدارة يبقى كغيره من العلوم يستخدم أساليب البحث العلمي في التفكير والتنفيذ بغض النظر عن دقة النتائج.
ثانيا: الإدارة كفن:
يرى بعض المفكرين بأن الإدارة هي فن تحكمه ملكة الموهبة والإبداع حيث أن الإداري وفقا لوجهة نظر هؤلاء يولد ولا يمكن تصنيعه، حاله حال الشاعر أو الفنان أو الأديب، وذلك للأسباب التالية:
1. ارتباطها بمدى مهارة المدير الذاتية (الذكاء، اللباقة، الحنكة، قوة الشخصية... الخ) في استخدام الموارد البشرية والمادية والمعرفية المتاحة.
2. ارتباطها بمدى مهارة المدير الموضوعية (المؤهل العلمي، المهارة المكتسبة، الخبرة العملية... الخ) في استخدام الموارد البشرية والمادية والمعرفية المتاحة.