كتاب " التخطيط للعلاج النفسي مع اختبار (BTPI) " ، تأليف عادل عبد
قراءة كتاب التخطيط للعلاج النفسي مع اختبار (BTPI)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التخطيط للعلاج النفسي مع اختبار (BTPI)
بروفيل الشخص (ج) على اختبار MMPI-2 (بعد إعادة الاختبار أثناء العلاج).
لقد كان كلاً من طالب العلاج ومُعالِجَتهُ واثقاً من أن هدفه الأولي للتعامل مع ضغوط العمل كان قد تحقّق. وقد كشف بروفيل اختبار MMPI-2، مع ذلك، عن مشاكل سريرية هامة أخرى، لاسيما الاكتئاب، والانسحاب، والعزلة الاجتماعية. فعن طريق تزويد المريض بالتغذية الراجعة للاختبار، كانت المُعالِجة قادرة على التركيز على النجاح الكبير الذي حقّقه (ج) في التعامل مع مخاوفه وحالات عدم اطمئنانه على عمله. وأثنت عليه للمكاسب التي أنجزها في التغلّب على العديد من مشكلاته، فضلاً عن الإشارة إلى الحاجة إلى تحويل الأهداف العلاجية نحو تخفيض كآبته وعزلته الاجتماعية. ولتحقيق هذا التحوّل، قام كلاً من المُعالِجة والمفحوص باستكشاف توقّعاته غير الواقعية وتفحص كيف أثرت هذه التوقعات سلباً على تقييماته الذاتية. وفضلاً عن ذلك، فقد شجّعت مريضها على التعامل مع عزلته الاجتماعية بأن يصبح أكثر نشاطاً وحزماً في تطوير العلاقات الاجتماعية. وفي هذه الحالة فقد كشف الاختبار الوسيط عن التقدّم المحرز وعن أهداف جديدة يتعيّن الالتزام بها، لما لها من قيمة مهمة في النتائج العلاجية.
التقييم بعد العلاج:
يمكن للتقييم النفسي في نهاية العلاج أن يكون جانباً مهماً من العملية العلاجية أيضاً. فهو يمكّن المفحوص والمعالج على تقدير التغييرات التي تمّ إحداثها وعلى اكتساب البصيرة إلى المشاكل التي قد يواجهها المفحوص عند نهاية العلاج، فضلاً عن الموارد التي يمكن للمفحوص استدعائها لمواجهة مثل تلك المشاكل إن عادت للظهور. ونتيجة لانتهاء العلاج فأن اختبار المفحوصين يمكن أن يمنحهم الإحساس بتقدّمهم وإكسابهم الثقة التي تأتي عن طريق كونهم أكثر سيطرة على حياتهم الشخصية عما كانوا عليه عند بدأ العلاج.
كما يمكن للتقييم بعد العلاج النفسي أن يوفّر معلومات قيّمة للمعالج لأنه يتيح تقييم آثار العلاج على شخصية وأعراض المفحوص. وأنه يسمح للمعالج في أن يحدّد مثلاً، فيما إذا حدثت تغييرات في المزاج أو إذا كان المفحوص يعاني من مشاكل في السيطرة على غضبه. إن تقييم اتجاهات وسلوكيات الفرد عند هذه النقطة، التي يتمنى فيها المرء أن يتمّ حل معظم القضايا الهامة، يمكن أن يزود المعالج ببصيرة عن القضايا الرئيسة غير المحلولة، أو عن المشاكل التي من المحتمل أن يواجهها المريض عند إنهاء العلاج (Butcher & Perry, 2008).