أنت هنا

قراءة كتاب مبادئ التنشئة الاجتماعية السياسية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مبادئ التنشئة الاجتماعية السياسية

مبادئ التنشئة الاجتماعية السياسية

كتاب " مبادئ التنشئة الاجتماعية السياسية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

المطلب الثاني: تحديد مفهوم التنشئة الاجتماعية السياسية

يمكن الإشارة هنا إلى بعض الإسهامات العربية والأجنبية القيمة التي جاءت في تحديد مفهوم التنشئة الاجتماعية السياسية، وهي كما يلي:

أولا: الإسهامات الأجنبية في تحديد مفهوم التنشئة الاجتماعية السياسية

يرى سمير خطاب أن الإسهامات الأجنبية لتحديد مفهوم التنشئة الاجتماعية السياسية يمكن أن تصنف إلى اتجاهين على أساس ما أعتقده بعض الباحثين الأجانب في أدبيات التنشئة الاجتماعية السياسية بشأن الأهداف المتوخاة من وراء عملية التنشئة الاجتماعية السياسية ذاتها.

1. الاتجاه المحافظ: فهناك الاتجاه المحافظ وهو الاتجاه الذي يستند في تعريفاته إلى أن التنشئة الاجتماعية السياسية أنما تهدف للحفاظ على الوضع القائم أو دعمه. بناءً على ذلك يعرفها (هربرت هايمان) بأنها: "تعني مجموعة الأنماط الاجتماعية التي يتعلمها الفرد من مؤسسات المجتمع وتساعده على التعايش مع المجتمع". ويعرفها (كنيث لينكتون)، على أنها: "عملية نقل الثقافة السياسية من جيل إلى آخر بواسطة المجتمع"، وعرفها (فريد كريينستين)، على أنها: التلقين الرسمي وغير الرسمي المخطط وغير المخطط للمعارف والقيم والسلوكيات السياسية عن طريق المؤسسات السياسية والاجتماعية. كما عُرفت على أنها: تضم أشكالا من التربية السياسية الشكلية وغير الشكلية للقيم والمعارف, وذلك في كل مراحل حياة الفرد([49]). فضلا عن ما تقدم، عرفت التنشئة الاجتماعية السياسية على أنها العملية التي من خلالها يكتسب الفرد الاتجاهات والتوجهات نحو الظواهر السياسية، من جهة، وينقل المجتمع المعايير والمعتقدات السياسية من الجيل الحالي إلى الجيل القادم، من جهة أخرى[50]. وعرفت التنشئة الاجتماعية السياسية على إنها تدريس الشباب بوساطة المجتمع، على كيفية التصرف مع القابضين على السلطة السياسية[51] كذلك عرفت على أنها عملية تدريس الأفكار المشتركة إلى أعضاء الجماعة السياسية[52] .

2. الاتجاه التحرري: أما الاتجاه الآخر الذي يمثله الاتجاه التحرري فهو الاتجاه الذي يتضمن التعريفات التي ترى بأن الهدف من التنشئة الاجتماعية السياسية هو محاولة التغيير أو خلق الأوضاع الملائمة التي تلائم النظام الاجتماعي السياسي القائم. ويؤكد أصحاب وجهة النظر هذه أنها: عملية يكتسب الفرد بواسطتها الاتجاهات والمشاعر نحو النظام السياسي، وهي تتضمن المعرفة، ماذا يعرف الفرد عن النظام السياسي؟ والمشاعر، ما هو مدى التزام الفرد وولائه للوطن؟ والكفاية السياسية، ما هو الدور الذي يجب أن يقوم به الفرد في النظام السياسي؟([53]), وعلى خطى هذا الاتجاه الثاني عُرفت التنشئة الاجتماعية السياسية على أنها: وظيفة النظام السياسي, وكل النظم التي تحاول الحفاظ على ثقافتها، وهي عملية تطبيع المواطن على الثقافة السياسية, ونتاج هذه العملية هو خلق قيم ومعايير واتجاهات نحو النظام السياسي بمختلف مستوياته المحلية والقومية, وعلى صعيد الاتجاه الآخر نفسه عُرفت التنشئة الاجتماعية السياسية في معجم المصطلحات السياسية، على أنها: "عملية تعلم يكتسب الأفراد بمقتضاها مجموعة من التوجهات, وهي من المنظور الاجتماعي بمثابة السبيل إلى الإبقاء على أو تغير الثقافة السياسية"([54]).

3. الاتجاه الثالث: يتضح من الاتجاهين السابقين أن التعاريف الأجنبية تؤكد بشكل عام، إذا ما استثنينا تعريف (فريد كرينستين)، على النظر إلى التنشئة الاجتماعية السياسية؛ وكأنها تتعلق فقط بالسياسة, والحفاظ على الوضع الراهن لصالح النظام السياسي، وعلى أنها: عملية مقصودة ومباشرة, وحتى التغير الذي ينشده الاتجاه الآخر أنما يصب في الحفاظ على النظام السياسي ليلتقي مع أصحاب الاتجاه الأول, ويؤخذ على تعريف (فريد كرينستين) ذاته أنه يصور التنشئة الاجتماعية السياسية, وكأنها مقصورة فقط على إنتاج سلوك سياسي معين بالذات عندما يؤكد أنها: تلقين للمعارف والقيم والسلوكيات السياسية, ولكن التنشئة الاجتماعية السياسية لا تتعلق بالسياسة والحفاظ على النظام السياسي واكتساب القيم والمعارف والسلوكيات السياسية فقط؛ وإنما هي أشمل من الجانب السياسي؛ لأنها مرتبطة بأوضاع نفسية واجتماعية. وفي هذا الصدد نستشهد بأحد التعريفات الأجنبية التي تعطينا تعريفا أكثر دقة لوصف التنشئة الاجتماعية السياسية بواسطة عالم (هانك دكر) متخصص جدا في هذا المجال إذ يعرفها بأنها تؤشر التقاء الفرد بالسياسة؛ انها تربط النظام السياسي والمتغيرات الفردية العامة بتوجهات وسلوكيات الفرد السياسية[55]. كما وصفت التنشئة الاجتماعية السياسية بأنها العملية التي يتعّرف من خلالها الفرد على النظام السياسي والتي تقرر مداركه السياسية وردود أفعاله إزاء الظواهر السياسية[56] وعرفت أيضا على أنها تلك العمليات التطورية[57]، التي يكتسب من خلالها الأفراد التوجهات السياسية وأنماط السلوك[58].

الصفحات