كتاب " أصول العلاقات الدولية في الإسلام " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب أصول العلاقات الدولية في الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أصول العلاقات الدولية في الإسلام
أولا: التعريف بالعلاقات الدولية
تتسم العلاقات الدولية بارتباطها مع علوم اجتماعية مختلفة، ومنها علم السياسة وعلم النفس والقانون والتاريخ والاقتصاد. هذا إضافة إلى بعض العلوم التطبيقية التي تفيد العلاقات الدولية، حتى إن أحد الباحثين، كما يقول الباحث منصور ميلاد يونس، الأمريكيين عدد اثنين وثلاثين مجالا معرفيا تهتم بميدان العلاقات الدولية([8]). وبسبب الاختلاف بين المفكرين والباحثين حول وضع تعريف محدد وموحد لعلم العلاقات الدولية، فمن الوجوب استعراض عددا من هذه التعريفات مع تحديد بعض الضوابط والمعايير التي توضح أبعاد ومضمون وموضوع هذه المادة، وكما يلي:
عرف العالم جيمس برايس العلاقات الدولية عام 1922 بأنها تلك "التي تعنى بالعلاقات بين الدول والشعوب المختلفة". وفي عام 1940 عرف غريسون كيرك ووالتر شارب العلاقات الدولية بأنها التي تعنى "بتلك القوى الأساسية الأكثر تأثيرا في السياسة الخارجية". وفي عام 1950 قال هانس مورغانثو وكينيث تومبسون أن جوهر العلاقات الدولية، "هي السياسة الدولية التي مادتها الأساسية الصراع من أجل القوة بين الدول ذات السيادة". أما الباحث فيرالي (Virally) فيرى أن العلاقات الدولية تعالج العلاقات بين الدول فقط، ويعرفها بالعلاقات التي تربط بين السلطات السياسية التي تحاول التهرب من سلطة سياسية أعلى منها. أما العالم الفرنسي ريمون آرون فيعرف العلاقات الدولية بأنها "العلاقات ما بين الأمم" أو "العلاقات ما بين الوحدات السياسية المستقلة". أما العالم سبيكمان، فيعرفها بأنها "العلاقات القائمة ما بين أفراد وجماعات من دول مختلفة" ([9]) (2).
ومن خلال هذه التعريفات المختلفة وغيرها، من السهولة بمكان الحديث عن بعض العناصر المشتركة بينها أو على الأقل القسم الأكبر منها، مع أن البعض يرى عدم وجود تعريف مشترك لما هو أخلاقي كإطار عام للتحرك الدولي، أو حد أدنى من الاتفاق حول ماهية القيم التي يمكن أن تحكم العلاقات الدولية([10])، وهذه العناصر هي:
1- عنصر الطبيعة السياسية: المراد من ذلك أن العلاقة الدولية تتسم بأنها ذات طبيعة سياسية أو أنها قد تحدث آثارا سياسية.
2- العنصر الجغرافي: وهو ما يتعلق بمفهوم الحد السياسي باعتباره خطا قانونيا وهميا يفصل بين دولتين. كل علاقة سياسية تعبر هذا الحد أو تنتج آثارا سياسية تعتبر علاقة دولية.
وبناء على ذلك، فيمكن القول إن أي علاقة لكي تكتسب وصف علاقة دولية لا بد أن يتوافر فيها شرطان؛ الأول: عنصر سياسي (بمفهوم السياسة الواسع) وهو الطبيعة السياسية للعلاقة أو قدرتها على إحداث آثار سياسية. والعنصر الثاني، هو العنصر الجغرافي، ويقصد به تخطي هذه العلاقة أو آثارها لحدود الدولة أو المنطقة التي نشأت فيها. وبالتالي، فقد يكون التعريف الأكثر اقترابا للعلاقات الدولية من المعنى المتقدم، بأنها "كل علاقة ذات طبيعة سياسية أو من شأنها إحداث انعكاسات وآثار سياسية تمتد إلى ما وراء الحدود الإقليمية لدولة واحدة" ([11]).