كتاب " التعليم الصناعي " ، تأليف د. محمد محمود السيوف ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب التعليم الصناعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نماذج تطوير المناهج المهنية:
لقد برزت خلال السنوات الماضية نماذج متعددة لتطوير المناهج باتجاه ربطها باحتياجات سوق العمل. ومعظم هذه النماذج تعتمد بشكل خاص على أسلوب (تحليل المهنة أو الوظيفة)، وتتميز الطرائق الحديثة المستخدمة لتحليل المهنة عن الأساليب القديمة بانخفاض التكلفة وارتفاع مستوى الفاعلية وسهولة التنفيذ. ومن أهم الطرائق والأساليب الحديثة المستخدمة لهذه الغاية (Buckham, 1998):
* تحليل المحتوى: وتركز هذه الطريقة على تحديد محتوى برنامج التعليم والتدريب المهني من خلال مراجعة الوثائق والمعلومات المرتبطة بالعمل، كالوصف الوظيفي وتعليمات التشغيل والصيانة للأجهزة والمعدات ومختلف خصائص العمل.
* تحليل المدخلات/المخرجات: ويتم في هذا الأسلوب تحليل المدخلات المرتبطة بالمهام الوظيفية، والاستجابات(المخرجات) المرتبطة بالمهام الوظيفية نفسها. ويتم استخـدام رسومـات توضيحية خاصة عند اعتماد هذا الأسلوب.
* تحليل المواقف الحرجة: يعتمد هذا الأسلوب على دراسة وتحليل المواقف الفعالة(المتميزة) في العمل، وكذلك المواقف غير الفعالة (غير المناسبة). ويتم التحليل من خلال معلومات يمكن تجميعها من العاملين والموظفين والمراقبين، وكذلك من التقارير اليومية والشهرية والسنوية. ويقوم بالتحليل خبراء متخصصون في مجالات العمل التي تجري دراستها وتحليلها.
* نموذج داكوم للتطوير(Dacum): وتنفذ هذه الطريقة من خلال فرق عمل صغيرة من المختصين تتكون من (5-12) فرداً من المختصين والمعنيين بمهنة أو قطاع مهني معين، يلتقون لمدة يومين أو ثلاثة أيام لتحديد المهام والواجبات الوظيفية (الرئيسة والفرعية) المرتبطة بالمهنة أو التخصص. وفي ضوء تحديد المهام والواجبات يتم تعديل المعارف والمهارات في المنهاج التدريبي من خلال الحذف أو الإضافة أو التعديل أو ترتيب الأولويات. وهذا النموذج شائع الاستخدام في عمليات تحديث وتطوير مناهج التعليم والتدريب المهني، وهناك أسس معتمدة في اختيار فريق العمل المكلف بالتطوير.
* حلقات العصف الذهني: وهي طريقة مشابهة لنموذج داكوم في تحليل المهنة، لكنها تمتاز عنها بأنها، فضلاً عن المهام والواجبات الوظيفية، تقوم بوضع عبارات محددة تبين احتمالات تنفيذ المهام الوظيفية وكيفية التصرف عند وقوع خطأ، أو إعادة خطوات التنفيذ للتأكد من تحقيق الأهداف (صياغة محتويات المنهاج). وقد استخدمت هذه الدراسة طريقة تحليل المحتوى لمنهاج التعليم الصناعي (عائلة التكييف والأدوات الصحية) للوصول إلى النتائج المرجوة.
لا بد من إعادة بناء المناهج الدراسية سواءً كانت في مراحل التعليم العام أو في مراحل التعليم المهني، بحيث تركز على النواحي العلمية والتطبيقية. وأن تكون أقرب وأكثر قدرة على المواءمة بين واقع المناهج الدراسية وواقع الحياة العملية المطلوبة من الخريج بعد التخرج. إن ربط العلوم التطبيقية بالمشاهدات والاستخدامات اليومية والصناعية أمر هام يجب أن نعمل من أجله. ولـذلك فإن البرامج الجديدة من تدريبية وغيرها يجب أن يقـوم عليها أناس على قـدر من الخبرة والإخلاص بحيث لا يتم تغيير عناوين المحاضـرات الأكاديمية إلى مسميـات جديدة توحي بأنها تطبيقية بينما هي غير ذلك (المصري،2003).
بالإضافة إلى مواصلة تطوير وتحديث المناهج لما تمثله من أهمية بالغة في عملية تطوير التعليم والتدريب ذاته، حيث تتحدد بناءً على المناهج مختلف الجوانب المرتبطة بالعملية التعليمية والتدريبية كالتجهيزات والتسهيلات المرتبطة ببرامج التنفيذ والتأهيل المطلوب للمعلمين والمدربين. واستخدام منهجية الوحدات التدريبية المتكاملة لمعالجة الخلل في المناهج القائمة كأسلوب لتطويــر وتحديث المناهج. وتعتمد هذه المنهجية على نظام التوصيف والتصنيف المهني الوطني، وتتميز بكفاءة عالية في ربط برامج التدريب بمتطلبات سوق العمل، وفي القدرة على تنويع برامج التدريب (مساقات مهنية متعددة) مما يعمل على تحسين نوعية مخرجات التدريب، بالإضافة إلى زيادة طاقة الاستيعاب للمعاهد والمراكز المهنية (الجنابي والزوبعي،2003).
كما أن معظم المناهج في العالم ومنذ الصفوف الأولى وحتى الثانوية تعنى بتوجيه الطلاب إلى العمل وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة من أجل إعدادهم للعمل. ويختلف الأمر هنا عنه في التعليم العام لأن التعليم المهني يعني متطلبات سوق العمل ومقتضيات الأداء استجابة لحاجات السوق. فالتركيز هنا يجب أن لا يقتصر على الجانب المعرفي وحده، بل يتعداه إلى جانبه الأدائي، فمعايير النجاح لا تقتصر على الجانب المعرفي، بل تمتد إلى التطبيق الوظيفي الناجح، فمناهج التعليم المهني يجب أن تتضمن ما يمكنها من الاستجابة للتغيرات التقنية المستمرة الناجمة عن التقدم التكنولوجي من أجل تخريج القادرين على المنافسة في سوق العمل (عقيل،2004).