أنت هنا

قراءة كتاب تحولات الدرس الأدبي المقارن في الأردن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحولات الدرس الأدبي المقارن في الأردن

تحولات الدرس الأدبي المقارن في الأردن

كتاب " تحولات الدرس الأدبي المقارن في الأردن " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6

منهجية المقارنة.. وحصن المفاهيم

ولعل عناوين هذه الأعمال تقود إلى طبيعة التكوين المفاهيمي الجديد للدرس المقارن والدرس الثقافي عند المناصرة، فإذا كانت أبحاث الأدب المقارن - العربية الخاصة - منذ محمد غنيمي هلال (ت 1968م) وكتابه الرائد في هذا المجال (الأدب المقارن عام 1953) البداية الحقيقية للأدب المقارن في عالمنا العربي، فإنّ المفهوم الذي قدّمه هلال لمصطلح الأدب المقارن بطابعه الفرنسي ظلّ يتردد في أنحاء العالم العربي إلى حين رأى أنّ هذه المفهوم راوح عند (دراسة الصلات التاريخية بين الآداب، استناداً إلى مبدأي التأثر والتأثير، بمظاهرهما المختلفة، كالأصول الفنية العامة للأجناس والمذاهب الأدبية أو التيارات الفكرية، أو ما اتصل بطبيعة الموضوعات والمواقف والأشخاص التي تعالج أو تحاكى في الأدب، أو كانت تمس مسائل الصياغة الفنية، أو الأفكار الجزئية في العمل الأدبي)(2).

وقدّر لهذا المفهوم المستمد من (المدرسة الفرنسية في الأدب المقارن) أن يُتداول في العالم العربي لدى المقارنين اللاحقين، وقد " ظلّت المؤلفات العربية في هذا الحقل، وطوال العقدين أو الثلاثة الماضية، واقفة في مجملها تحت التأثير الغربي، سواء من الناحية المنهجية أو التطبيقية، بيد أنّ نوعاً من الاستقلال بدأ يظهر في السنوات الأخيرة في مؤلفات عدد من المقارنين العرب، منهم: (سعيد علوش وحسام الخطيب وعز الدين المناصرة)، خاصة بعد أن شعر الباحثون العرب بتشكّل تجربة عربية متنامية في المقارنة، وضعت الأسس وسمحت بالتوسع والانفتاح على مصادر منهجية وتطبيقية خارج أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية "(3).

وهنا أشير إلى استفادة الناقد عز الدين المناصرة من وجوده في أحد البلدان السلافية واطّلاعه مباشرة على المستجدات الأدبية هناك، فقد حصل عز الدين المناصرة على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن في (جامعة صوفيا، 1981)، التي تخرَّج فيها الناقدان العالميان البلغاريان (تودوروف، وكريستيفا)، قبل هجرتهما إلى فرنسا، وعنوان أطروحته هو: (المؤثّر المشترك وأثر لغة الشعر العالمي في الشعر البلغاري: نيكولا فابتساروف؛ والشعر الفلسطيني، 1981)، وقد أعدها باللغة البلغارية، وهي محفوظة في مكتبة كيريل وميتودي الوطنية في صوفيا. ولا شك أنّ الاطلاع على تجربة المدرسة السلافية في منهجية المقارنة أفادت المناصرة كثيرا في تطوير أدواته وموضوعاته، ولا سيما أنّ هذه المدرسة " عنيت بآداب الضواحي من جهة، والآداب الشفوية من جهة أخرى، والآداب المهمشة، وآداب الأقليات من جهة ثالثة، وأنها منحت من تجارب غنية في التفاعل بين الآداب البعيدة عن آداب العالم الغربي التي ألفها القارئ العربي وفتن بها، ظنا منه أنها تمثل الذروة، بل المثال والمآل "(4).

كما أن المناصرة تخصص في الأدب المقارن عام 1969 في جامعة القاهرة. ثم بدأ ينشر نتاجه المقارن منذ (عام 1975)، ثم نشر كتابه الأول عام (1988)، وهو يؤسس لرؤية مفهومية خاصة في سياق تجديد المصطلح ودلالته، إذ يرى (المناصرة) أنّ الآليات التي وظّفت في الدراسة الأدبية المقارنة هي آليات نقدية بالدرجة الأولى، فإذا كانت " مصطلحات: التناص والتلاص، والمقارنة، والتوازي، والتأثير، والتأثّر، والتفاعل الثقافي، وجماليات القراءة، والنقد الثقافي، والأدب المقارن.... وغيرها، مجرد آليات لقراءة النص الأدبي والثقافي معاً، فإن مصطلح الأدب المقارن، لم يعد مناسباً إطلاقاً، وقد نقول: يجب التمييز بين (النقد الأدبي المقارن) و (النقد الثقافي المقارن) و (النقد الثقافي) و (المثاقفة) و (النقد الأدبي) على النحو التالي:

• النقد الأدبي المقارن: يقرأ النصوص الأدبية في علاقتها مع النصوص الأدبية خارج نطاق الأدب القومي الواحد.

• النقد الثقافي: يقرأ الأنساق المكبوتة داخل الأدب القومي الواحد، ويقرأ النصوص الثقافية القومية، داخل الثقافة الواحدة.

• النقد الثقافي المقارن: يقرأ النصوص الثقافية القومية في علاقتها مع النصوص الثقافية في ثقافات العالم.

• المثاقفة: تقتصر على المعنى الأنثروبولوجي، مع قراءة ما تلاها من تفاعل ثقافي طبيعي. لهذا ظلّت تحمل معنى التكيّف اللاإرادي.

• النقد الأدبي: يقرأ النص الأدبي، قراءة جمالية عامة، أو يختار مناهج للتطبيق على نصوص متعددة، ويتطرق بسرعة لمسألة التناص دون التعمق فيها، انطلاقاً من التقاليد النقدية. " (5)

الصفحات