أنت هنا

قراءة كتاب الأخلاق في السنة النبوية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأخلاق في السنة النبوية

الأخلاق في السنة النبوية

كتاب " الأخلاق في السنة النبوية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 8

سلوك الإنسان والأخلاق

للأخلاق تاثير مهم على سلوك الإنسان، حيث أن سلوك المرء –كما هو معروف- في علم النفس وليد الصفات المستقرة داخل النفس فهناك ترابط بين نفس الإنسان وبين سلوكه، فصلاح الفعل نابع عن النفس الصالحة، فتأتي أهمية الأخلاق إذن في كونها تهذب وتصقل النفس البشرية لما لها من معان سامية.

والأخلاق تغرس في نفس الإنسان، ولغرسها أهمية بالغة، حيث أنها تستطيع أن تغير الإنسان وأفعاله تغييراً جذرياً، فإذا ما تغير الإنسان بفعل الأخلاق الصالحة فإنها ستجعل منه فيصلاً بين الحق والباطل، فيقدم على الفعل الصالح لأنه يرجو منه الخير في الدنيا والآخرة، وينصرف عن الفعل الشرير وبذا فإن الأخلاق ستصبح ميزاناً يزن به تلك الأفعال بخيرها وشرها. ومن الطبيعي أن معرفة الأخلاق وموازينها لا تكفي إن لم تنعكس على أفعال الإنسان، إذ أن المعرفة وحدها غير مجدية ما لم يصاحبها تطبيق لها لتعكس آثارها وتظهر معانيها على الفرد والمجتمع.

والأخلاق الإسلامية ليست أخلاقاً ينتفع بها في الحياة فقط، وإنما ترجح لحاملها والمتحلي بها حسناته يوم القيامة وتتحقق من خلالها، جملة أمور أهمها: إن من يتحلى بها يقلد بها الرسول العظيم (ص) إذ أننا مأمورون بتقليد الرسول ×، فقال تعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " (الأحزاب21).

والرسول (ص) كما قالت عنه أم المؤمنين عائشة«كان خلقه القرآن»([12])، والدين الإسلامي الحنيف ينعكس على الناس من خلال اتباعه وأفعالهم. فقال (ص) يصف المؤمنين «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً»([13]) وقال عليه الصلاة والسلام معرفاً الدين «الدين حسن الخلق»([14]).

لقد مدح الله سبحانه وتعالى، رسولنا العظيم (ص) بقوله وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ".([15])

إن هذه الأمثلة تعكس أهمية الأخلاق وسبب التأكيد عليها في دراستها والإلمام بها، رغم أن التربية الحديثة لم تعد تسأل عن أهمية علم من العلوم لأنها ترى أن الإنسان لا بد وأن يلم بكل العلوم، وكل العلوم لها أهميتها بطبيعة الحال، ولعل الإلمام بها وتطبيقها خير تطبيق سيخرج الناس بنتائج باهرة كما أخرجت لنا أمة قال عنها سبحانه وتعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران 110).

الصفحات