كتاب " الممانعة والمواجهة في خدمة معركة الأمة " ، تأليف د.غالب عبد المعطي فريجات ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب الممانعة والمواجهة في خدمة معركة الأمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
2. تآمر العملاء على العرا ق
مثّل هذا التآمر بمن أُطلق عليهم المعارضة العراقية، وهم سبّة في وجه كل معارضة وطنية، حيث أن هذا النوع أقرب الى الخيانة منه الى المعارضة، لأن المعارض السياسي لمسارات نظامه السياسي لا يمكن أن يقبل وضع يده في يد الأجنبي، ليقوم هذا الأجنبي بتسليمه السلطة نيابة عن نضالاته في سبيل تحرير الشعب من السلطة التي يدعي أنها غير ممثلة لهذا الشعب أو بسبب دكتاتورية هذا النظام، هذا إذا كان محقاً في إدعاءاته، ويملك قاعدة شعبية لدى أوساط الجماهير، التي يدعي تمثيلها، ثم هذه الأنواع من المعارضة قد ضمت قوى يمينية ورجعية متخلفة، تتناقض تماماً مع إدعاءات أمريكا في الد يمقراطية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى طائفيتها وشعوبيتها، مثل هؤلاء كانوا أداة طيعة في يد وكالة المخابرات الأمريكية المركزية، يوفرون لها وللإدارة الأمريكية مادة دسمة في توجيه الإدعاءات الباطلة ضد نظام الحكم في العراق، وقد زود وا الإدارة الأمريكية ووكالة مخابراتها بكم هائل من المعلومات ا لكاذ بة حول ممارسات النظام ضد شعبه، وإمتلاك النظام لأسلحة الد مار الشامل، التي إستخد مها الاعلام الامريكي بشكل كبير جدا، تعزيزاً لتوجيهات الادارة في السير نحوالحرب وغزوالعراق، وقد تبين فيما بعد عند ما تم إزا لة النظام السياسي في العراق مدى ضعف هذه المعارضة، وإستهانتها في حقوق المواطن العراقي لصالح الاحتلال ومرتزقيه، وقد أكد ت العد يد من المصاد ر أن هذه الزمر من أعضاء الحكم العميل، تسعى لتبديد ثروة العرا ق، وتمزيق أوصاله، فقط لإشباع رغباتها الطائفية ولحقدها على العروبة، وإلا ماذا يعني تجميد د ور اكبر طائفة في العراق عن مواجهة الاحتلال؟، ثم الدعوات المشبوهة، مثل القيام بالانتخابات في ظل الاحتلال، على الرغم ان ا لمطلب الاول والاخير في هذه المرحلة هوتحريرالعراق، وتكنيس قوى التحالف من على أرض الرافدين، إذ لا د يمقراطية في ظل إحتلال، وما هي الشرعية التي يمتلكها من تم إنتخابه تحت حراب المحتلين؟، ثم ماذا يعني مطالبة رئيس أكبر تنظيم سياسي وعسكري في العراق ـ الحكيم ـ بد فع مئة مليار دولار من أموال العراق تعويضاً لايران على حربها ضد العراق ولثماني سنوات؟.
ما كان يطلق عليها المعارضة العراقية، أكد أنها مجموعات من المرتزقة لم يجمع بينهما غير الحقد على العراق ونظامه الوطني، وكل الشعارات الوطنية والتقد مية والاسلا مية كانت في خد مة أحذ ية المحتلين، وتؤكد كل المعلومات من داخل العراق أن اعضاء مجلس الحكم العميل، الذي عينه بريمر الحاكم المد ني الأمريكي للعراق، وما تلاه من حكومات هم من الشخصيات التي لا وزن لها، وليس لها أي حضور سياسي أوجماهيري، وتخشى من مواجهة الجماهير، وتسعى لتعزيز مصالحها الماد ية والنفعية .
3. تخاذل النظام العربي الرسمي .
عندما د خلت القوات العراقية الكويت في 1990م، تداعت الد ول العربية، لتنفيذ القرار الامريكي الصاد ر من السفارة الامريكية في القاهرة الى القمة العربية للتنديد بالتصرف العراقي، والسماح للقوات الامريكية وحلفائها بالدخول للاراضي العربية، لاخراج العراق من الكويت، وبعد ذلك باكثر من اثنتي عشرة سنة، فتحت هذه الد ول حد ودها وقد مت ماءها وسماءها واراضيها للقوات الامريكية وحلفائها لغزوالعراق، وكأن احتلال عاصمة عربية، وتد مير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلد عربي لا يعني النظام العربي الرسمي في شيء، وكأن صدام حسين ونظامه كان خشبة في عيون هذا النظام العربي الرسمي، الذي فقد أهليته وقد رته على الحياة منذ الخامس من حزيران 1967م، ولا بد من تجديده والسماح للقوى الشعبية والجماهيرية من ان تأخذ دورها في ادارة شؤون بلادها، حتى لا يصل هذا النظام ولايوصل الامة الى حالة المهانة والذ ل التي تتجرعها الامة في كل يوم على أرض فلسطين والعراق.
من المضحك المبكي أن تلهث الدول العربية لعقد قمة عربية بعد دخول القوات العراقية الكويت، لتحرير الكويت الجزء المقتطع من العراق، ولا تجتمع هذه الد ول في قمة لمنع غزوالعراق من قبل القوى الامبريالية والصهيونية، هل يستحق هذا النظام أدنى مرحلة من مراحل الاحترام في عيون الجماهير العربية؟.
لقد ساهم تخاذ ل النظام العربي الرسمي في احتلال العراق، وهومسؤول عن غطرسة الكيان الصهيوني في حق شعب فلسطين، وهومسؤول أيضاً عن حالة الذ ل والهوان، التي تعيشها الأمة جراء السياسات الامريكية المهيمنة، والتي تريد أن تسير الامة في ركابها لخد مة أهدافها ومصالحها، وقد حقق هذا النظام للادارةالامريكية ما تعجز عن تحقيقه في إخماد أصوات الجماهير العربية، وعد م السماح لها في مواجهة قوى الإستكبار العا لمي بقيادة الولايات ا لمتحدة، وهاهوالنظام نفسه يحاسب من الادارة الامريكية، وتتم مطالبته كل يوم بمزيد من التنازلات، حتى يفقد هويته، ويسلم مقاليد شؤون بيته وأسرته، حتى تحين ساعة تغييره على يد الادارة ذاتها، التي عاش في خد متها طيلة هذه المدة .
4. تآمر الاطراف المحيطة / ايران
من المعروف أن ايران قد لعبت دوراً في العدوانين الذ ين استهد فا العراق في عامي 1991م،2003م من قبل الشيطان الأكبر كما تدعي السياسات الاعلامية الفارسية، في العد وان 1991م، قام الفرس بد فع الغوغائيين من حدودهم للعبث بجنوب العراق أثناء العدوان الامريكي، وفي عام 2003م، تم اتفاق جنيف السري بين الفرس والولايات المتحدة، في الوقوف الى جانب الولايات المتحدة في إحتلالها للعراق، على غرار ما قامت به طهران في حرب الولايات المتحدة ضد افغانستان، وكان الاتفاق مع الادارة الامريكية أن يسمح للعناصر الفارسية، وعملائها من آل الحكيم، وحزب الدعوة في د خول العراق، وبشكل خاص من الجنوب والسكوت على الأعمال الإجرامية، التي تقوم بها قوات بد ر حزب الحكيم وحزب الدعوة الشيعي والمخابرات الفارسية، ضد القيادات الحزبية والعسكرية والأمنية، والعمل على ملاحقتها وتصفيتها، بالإضافة الى اختطاف القرار السياسي والد يني للطائفة الشيعية، وتجميد هذا القرار في مواجهة الاحتلال الامريكي، مقابل السماح للنفوذ الفارسي بالامتداد في جنوب العراق .
لقد نسي الفرس أن الطائفة الشيعية في معظمها من القبائل العربية المشهورة برفضها للذ ل وسياسة الإحتلال، وهي من القبائل الشرسة في المقاومة، وقد كان لها سجل تاريخي حافل بمقاومة الإحتلال البريطاني، وهي لن تسكت طويلاً على ما يجري في وطنها العراق من تدنيس وإهدار كرامة من قبل المحتلين، وعملائهم والمراهنة على إختطاف القرار من يد هذه الطائفة لن يطول، وسيلتحق أبناء الجنوب بركب المقاومة، لأنهم لن يقبلوا أن يسجل التاريخ عليهم تهمة التعاون مع المحتل ضد وطنهم وأبناء شعبهم .