تاب " الإخوان المسلمون ودورهم السياسي " ، تأليف حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث
أنت هنا
قراءة كتاب الإخوان المسلمون ودورهم السياسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
حماس والإخوان المسلمون بعد ثلاث سنوات من الانقلاب
ماذا حققت حركة حماس لنفسها ولحركة الإخوان المسلمين من إنجازات بفعل قرار وعملية "الحسم العسكري" الذي نفذته ضد الشرعية الفلسطينية، وضد التعددية، وفي مواجهة قيم تداول السلطة ونسف الاحتكام إلى صناديق الاقتراع ؟؟ بل وماذا حققت للشعب العربي الفلسطيني من مكاسب بفعل الانقلاب والانقسام وغياب الوحدة منذ ثلاث سنوات ؟؟
لقد حققت حركة حماس ولحركة الإخوان المسلمين حضوراً سياسياً وجماهيرياً بفعل عاملين أولهما تضحياتها ودورها الجهادي في مسار الانتفاضة المسلحة بعد العام 2000، ضد قوات الاحتلال، وثانيهما بفعل مشاركتها في الانتخابات البلدية عام 2005، والبرلمانية عام 2006، وقد أعطتها هذه المشاركة الأغلبية البرلمانية مما مكنها من تشكيل حكومتين، الأولى حزبية خالصة أحادية اللون والانتماء والتوجه، والثانية ائتلافية لم تقتصر عضويتها على أعضاء حماس بل شملت وزراء من القوى السياسية الأخرى من فتح واليساريين ومستقلين، وتم ذلك قبل إقالة الرئيس محمود عباس لحكومة إسماعيل هنية الائتلافية بسبب الانقلاب الذي أطلقت عليه حماس "الحسم العسكري" وسيطرتها الحزبية المنفردة على قطاع غزة .
حجة حماس في حسمها العسكري، وسيطرتها على المؤسسات الأمنية والمدنية، أن انقلاباً معداً يقوده الشيطان محمد دحلان، من موقع إقامته في أحد المستشفيات الألمانية، حيث كان ممنوعاً من الحركة ونزيلاً لفراش المرض ويتلقى العلاج لمدة ثلاث أشهر من الدسك وانزلاق في العمود الفقري قبل وخلال وبعد الانقلاب، ومع ذلك فقد روجت حماس أن انقلابها جاء استباقاً لانقلاب حركة فتح وهو سيناريو فيلم رديء لا يستقيم مع معطيات الواقع لسببين :
الأول: إن مشاركة حماس في الانتخابات تمت بناء على رغبة حركة فتح، وأن الرئيس محمود عباس اشترط على الرئيس الأميركي بوش في أب 2005 لإجراء الانتخابات تحقيق غرضين أولهما مشاركة أهل القدس في الانتخابات في 25/1/2006 أسوة بما جرى في الانتخابات الأولى في 20/1/1996، وثانيهما مشاركة كافة القوى السياسية الفلسطينية في الانتخابات بما فيها حركة حماس كي تكون جزءاً من النظام السياسي الفلسطيني، وهكذا كان، ورضخت إسرائيل للقرار الأميركي وللرغبة الفلسطينية، وشارك أهل القدس في الانتخابات كما شاركت حماس وحصلت على الأغلبية وكلفها الرئيس بتشكيل الحكومة في شهر شباط 2006 بعد الانتخابات .