كتاب " التلمود " ، تأليف عمر أمين مصالحة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية .
أنت هنا
قراءة كتاب التلمود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تقـديــــم
يأتي كتاب "التلمود" الذي بين أيديكم لتسليط الأضواء على الظروف الدينية والسياسية والاجتماعية، للجماعات اليهودية عبر مئات السنين، فكتاب "التلمود" – الذي شارك في وضعه عدد كبير من رجال الدين اليهودي- اصبح بنظرهم كتاباً مقدساً، لا يقل أهمية عن كتاب "التوراة"، "فالتلمود"، اصبح المسير والموجه لحياة الفرد والجماعات في المجتمع اليهودي، واصبح يشكل الرابط بين اليهودية كديانة وكقومية، وذلك في عملية دمج بين القومية والديانة، ولا فارق بينهما في الفكر اليهودي المعاصر.
إن كلمة "التلمود"، مشتقة من الجذر العبري "لمد" وتعني الدراسة والتعليم، ويعتبر "التلمود" الثمرة الأساسية للشريعة الشفوية اليهودية، لتفسير ما ورد "بالتوراة" من شرائع، وتصنيف الأحكام الشرعية والقوانين الفقهية، بعد أن دون المناقشات التي دارت بين الحاخامات في موضوع "الهلاخاة" و "الاجداه"، وهما موضوعا القوانين والوعظ المتعلق "بالتوراة"، "فالتلمود" يضم في محتواه، وجهات نظر شتى، وفي كثير من الأحيان متناقضة، ليصبح عبارة عن "موسوعة" تتضمن الدين والشريعة، والتأملات الروحانية، والتاريخ والأدب والعلوم الطبيعية..الخ. ويشتمل "التلمود" على نواحٍ شتى، فيه فصول تتعلق بالمهن والتجارة والربا والضرائب وقوانين الملكية والزراعة والفلك، وكيفية التعامل مع غير اليهود "الأغيار"، وعن مكانة المرأة اليهودية، والتمييز بين الجماعات اليهودية المتدينة من جهة، ومع الجماعات غير المتدينة من جهة أخرى، وعن صعوبة اعتناق اليهودية لغير اليهود، فهناك "تلمودان"، "التلمود" البابلي، و"التلمود" الأورشليمي، وكلاهما مكونان من "المشناه" و"الجمراه".
ويدّعي اليهود أن موسى عليه السلام، أنزل "التلمود" على بني إسرائيل فوق طور سيناء، وحفظه عند هارون، ثم تلقاه من هارون "يوشع"، ثم "اليعازر"، وهلم جرا.. حتى وصل إلى الحاخام يهوذا الذي وضعه بصورته الحالية، وذلك في القرن الثاني قبل الميلاد كما يزعمون، "فالتلمود" –كما أسلفنا- موسوعة تضم كل شيء، من هواجس وخرافات بني إسرائيل، وله أهمية كبرى لدرجة انهم يعتبرونه الكتاب الثاني، والمصدر الثاني للتشريع، حتى انهم يقولون أن من يقرأ "التوراة" دون "المشناه" و"الجمراه" ليس له "إلهاً"، "فالمشناه" و "الجمراه" هما جزءا "التلمود" ومع أن "التلمود" كتاب تعليم الديانة اليهودية، فهو يحوي رموزاً وشطحات وسفاهات وأحقاد على العالم، فقد جاء في التلمود : أن الله إذا حلف يميناً غير قانوني، احتاج إلى من يحله من يمينه، وقد سمع أحد اليهود الله تعالى يقول: من يحلني من اليمين التي أقسمت بها؟، ولما علم باقي الحاخامات أنه لم يحله منها، اعتبره حماراً – أي اليهودي- لأنه لم يحل الله من اليمين.
إن كتاب "التلمود" الذي جاء بعد "التوراة"، وفتاوى حاخامات إسرائيل، وما يمارسونه من تطرف وتحريض، يؤكد من جديد، عدم وجود اختلاف يذكر بين اليهودية والصهيونية، إذ إن العرب كانوا يميزون بينها، ويعتبرون أن صراعهم هو مع الصهيونية وليس مع اليهودية، لكن الحقيقة والواقع انهما لا يختلفان عن بعضهما البعض.
إن الباحث عمر مصالحة واضع هذا الكتاب، اعتمد في إعداده على المصادر اليهودية الأصلية، وكان محايداً في سرده، محافظاً على الموضوعية، ليضع بين أيدي المتابعين والباحثين في الشأن اليهودي مرجعاً هاماً للتعرف على تاريخ الشعب اليهودي وديانته.
"أسرة دار الجليل"