كتاب " الإشراف التربوي مفهومه، أساليبه، تطبيقاته " ، تأليف د.سيف الإسلام سعد عمر ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب الإشراف التربوي مفهومه، أساليبه، تطبيقاته
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإشراف التربوي مفهومه، أساليبه، تطبيقاته
ثانياً- التطور النظري لمفهوم الإشراف التربوي
لقد تطور الإشراف التربوي تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، وقد تأثر في مراحل تطوره بتطور النظريات الإدارية، باعتباره مظهراً من مظاهر الإدارة، فذكر وايلز وبوندي (Wiles & Bonde. 1980) أنه ظهر ما يسمى بالإشراف العلمي في مطلع هذا القرن، متأثراً بنظرية الإدارة العالمية غلب عليه في هذه المرحلة طابع التفتيش. كما تأثر بعد ذلك بالإدارة البيروقراطية وعرف باسمها (الإشراف البيروقراطي)، وكان ذلك بين عامي 1920 - 1930م. ثم تأثر بعد ذلك بحركة العلاقات الإنسانية في الإدارة، واتسمت هذه المرحلة من مراحل الإشراف بقيام علاقات ودية بين المعلم والمشرف، واهتم المشرف بحاجات المعلم الشخصية.
إلا أن الإشراف التربوي بدأ يتميز بتطور جديد بعيداً عن تطور الإدارة، وأصبحت له تسميات عرفت باسم الجانب الذي يركز عليه العمل الإشرافي؛ فعرف باسم الإشراف لتطوير المناهج، حين ركز على تطوير المناهج، ثم ظهر ما يعرف باسم الإشراف العلاجي الإكلينيكي، ثم ظهر ما يعرف بالإشراف كإدارة.
وعليه، يمكن القول إن الإشراف التربوي، في نظرياته وممارساته، كان متأثراً بالمفاهيم والنظريات الواردة في الإدارة بشكل عام، والإدارة التربوية بشكل خاص، وقد نظر إليه المهتمون بالتربية بمناظير مختلفة ومن رؤىً متعددة.
فذكر ألفونسو ورفاقه (1981م) أن الإشراف التربوي قد مر بالمراحل نفسها التي مرت بها النظرية الإدارية؛ وهذه المراحل هي:
1- نظرية الإدارة العلمية التقليدية
ترى هذه النظرية أن المعلمين هم أعضاء ثانويون في المؤسسة، وهم أدوات تستأجر لإنجاز الأعمال كما ترغبها الإدارة، فلا بد من مراقبة هؤلاء التابعين ومحاسبتهم.
كيف تأثر الإشراف التربوي بنظريات الإدارة؟
2- نظرية العلاقات الإنسانية
كانت هذه الحركة نتيجة لحركة الإدارة الديموقراطية؛ فالمشرفون يسعون لخلق شعور الرضا لدى المعلمين، الذين هم أناس لهم مشاعرهم وحاجاتهم ودوافعهم، وتفترض هذه الحركة أن الفرد الراضي عن عمله سيعمل أكثر، وبهذا أصبح المشرف يركز على كسب صداقة المعلم وعلى تأمين حاجاته الاجتماعية، والراحة الجسمية له.