أنت هنا

قراءة كتاب الجواسيس عشرون قضية تجسس على إسرائيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجواسيس عشرون قضية تجسس على إسرائيل

الجواسيس عشرون قضية تجسس على إسرائيل

كتاب " الجواسيس عشرون قضية تجسس على إسرائيل " ، تأليف يوسي ملمان و إيتان هابر ، ترجمة خالد أبو ستة العياصرة

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 2

مقدمة المؤلف:

هذا الكتاب يتحدث عن الجوانب غير المعروفة على نطاق واسع في عمل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) حيث يحظى (الشاباك) في ضوء الظروف التي نعيشها في السنوات الأخيرة، بالشهرة والمديح بشكل أساسي على قيامه بإفشال عمليات إرهابية وعمليات معادية غير أنه من وجهة نظر الكثيرين من رجال (الشاباك) وخارجه، فإن اكتشاف الجواسيس والخونة هي التعبير الواضح على العمل الاستخباري المهني (للشاباك) والكتاب الذي بين أيدينا يفتح نافذة ضيقة على عالم التجسس والتجسس المضاد في إسرائيل.

منذ قيام إسرائيل اعتقل وقدم للمحاكمة وأدين بعقوبات سجن خفيفة وثقيلة بتهمة التجسس ضد إسرائيل مئات المواطنين الإسرائيليين واليهود والعرب وعشرات الأشخاص الأجانب، والكتاب الذي أمامنا يتضمن قصص حوالي عشرين عملية قام بها جهاز الأمن العام (الشاباك) ضد هؤلاء الجواسيس والخونة الذين عملوا في إسرائيل، غالبية قضايا التجسس هذه نفذت من قبل إسرائيليين والقليل منها من قبل أجانب تسللوا إلى إسرائيل، وكل فصل من هذا الكتاب مخصص لوصف حالة تجسس واحدة.

لقد نشأت في إسرائيل أجيال جديدة، غير مطلعة على عمليات التجسس لسنوات الخمسينات والستينات والسبعينات، والسبب الذي لا يقل أهمية لنشرنا هذا الكتاب هو تمكننا من الوصول إلى مصادر معلومات جديدة، ومقابلة الكثير من رجال (الشاباك) على مستويات صغيرة وكبيرة والذين اشتركوا في العمليات المختلفة، وفتحوا أمامنا فرصة نادرة للإطلاع عن قرب على العمليات وعلى أدق التفاصيل البسيطة في كل عملية، وسوف نعرض على القراء تفاصيل جديدة عن كل عملية وكيف وصلت المعلومات التي مكنت من كشف الجواسيس، وأساليب التحقيق معهم وانهيارهم وموافقتهم على التعاون في التحقيق، وما الذي أثمر عنه تعاون الجاسوس ومن قام بتسليمهم، وقد استطعنا التحدث مع عدد من الجواسيس الذين ترد أسماؤهم في الكتاب، ومحاميهم وعدد من أفراد عائلاتهم، وحقيقة أن الحديث يدور عن قضايا حدثت في الماضي البعيد والقريب منحنا بعدا تاريخيا مكننا من دراسة كل حالة وتقديرها كما يجب وبدون تحيز، وفيما إذا كان الجاسوس هذا أو ذاك قد ألحق الضرر الخطير بالمصالح الأمنية الإسرائيلية كما ادعى في وقته، أو فيما إذا كانت أضراره بسيطة وأحيانا غير هامة.

وفي الواقع فإن الجواسيس في إسرائيل تسللوا عمليا إلى كل زاوية في المجتمع الإسرائيلي ومن ضمن ذلك للمؤسسات الهامة، والأكثر سرية في إسرائيل، حيث تم اكتشاف جواسيس في (الموساد)، و(الشاباك) والجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية والأحزاب الكبرى والمؤسسات العلمية، ومعاهد البحوث السرية ومن ضمن ذلك المفاعل النووي في ديمونا والمعهد البيولوجي في (نس تسيونا).

ويتضمن هذا الكتاب التجسس السوفييتي والكتلة الشيوعية في (فترتين) حتى عام 1967 والأعوام التي تلته، والتجسس العربي، والخيانة وتسرب المعلومات من ثلاث مؤسسات أو مجالات غاية في الحساسية وهي الأسلحة غير التقليدية في إسرائيل، والمفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا والمعهد البيولوجي في (نس تسيونا).

وعلى الرغم من التعاون الذي حظينا به من قبل الكثيرين خلال إعدادنا لهذا الكتاب إلا أننا وجدنا صعوبة في إقناع رؤساء (الشاباك) بالتخلي عن طبيعتهم والتحدث عن بعض العمليات وذلك بسبب الطبيعة السرية للجهاز وصعوبة الكشف عن بعض الأسرار خوفا من المس بالجهاز.

هذا الكتاب ليس كتابا للشاباك أو صادرا من قبله، والدليل على ذلك لهجة الانتقادات التي تظهر فيه عندما كان يستوجب الأمر ذلك.

ولا بد لنا من الإشارة إلى أن هذا الكتاب قد مر بطريق قاسية لم يسبق لأي كتاب أن مر بها في إسرائيل، فطوال ثلاث سنوات بقي هذا الكتاب يتحرك ويتنقل بين الرقابة العسكرية، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، المسؤول عن الأمن في وزارة الدفاع، و(الموساد)، والمستشار القضائي للحكومة، وإدارة دائرة الشؤون الجنائية والأمنية في الادعاء العام في الدولة، والادعاء العام في الدولة، والمحاكم المختلفة ومحكمة العدل العليا، هذا وقد قدم مردخاي فعنونو وناحوم منبر (ترد أسماؤهما في فصلين من فصول الكتاب) دعاوى لمحكمة العدل العليا ضد نشر الكتاب، ويمكننا القول أن هذا الكتاب قد سقط ضحية لصراعات القوى بين الأجهزة الاستخبارية فيما بينها وبين الرقابة العسكرية والادعاء العام، وقد اضطررنا إلى التوجه للمحاكم من أجل رفع أوامر حظر نشر صدرت من قبل الدولة ضد بعض القضايا، قبل عشرات السنين ولا تزال سارية المفعول على جزء من المعلومات، وفي إطار رحلة العذاب هذه، والتي يمكن أن نؤلف عنها كتابا آخر، ضيعت الدولة مئات وربما آلاف ساعات العمل، ومئات آلاف الشواكل في فحص كل كلمة، في حين أنه من وجهة نظرنا كان يمكن توفير هذا الوقت والجهد.

الصفحات