كتاب " العداء الإسرائيلي للسياسة الواقعية الفلسطينية " ، تأليق حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر وال
قراءة كتاب العداء الإسرائيلي للسياسة الواقعية الفلسطينية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة
يتضمن هذا الإصدار الجديد من سلسلة الإصدارات المنوي نشرها تباعاً خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وهو الثاني من نوعه، عدداً من المقالات المنشورة وغير المنشورة، والتي حاولت من خلالها معالجة مجموعة من القضايا التي تتصدر جدول اهتمامات المشتغلين بالعمل الوطني الفلسطيني، وتثير فيما بينهم أوسع النقاشات وأكثرها حيوية، تماماً على نحو ما ظلت تشهده الحياة السياسية الفلسطينية طوال السنوات الطويلة الماضية.
وليس من شك في أن هذه المجموعة المنتقاة من المقالات التي كانت جزءاً من السجال السياسي الفلسطيني المحتدم منذ بداية العام الحالي، تطرح العديد من الأسئلة المفتاحية المتصلة بمعضلات اللحظة الوطنية الفلسطينية الراهنة، وتثير في الوقت ذاته أوسع نقاش ممكن ومرغوب فيه بين مختلف الأطر والقيادات التي تحمل على راحة أكفها، ببسالة منقطعة النظير، جمرات هذه المرحلة الملتبسة من مسار الكفاح الوطني المتعدد الجبهات والشامل لمختلف القوى والتجمعات الفلسطينية.
ولا ندعي في هذه السلسلة من المقالات أننا نمتلك الإجابات الشافية على كل الأسئلة المطروحة بإلحاح من جانب المجموع الوطني الفلسطيني، إلا أننا لن نتواضع إلى الحد الذي ننكر فيه على أنفسنا حقيقة القيام بجهد فكري حقيقي، من أجل الانخراط مع كل من يعنيهم الأمر، لتقديم أجوبة موضوعية تصب في قلب الجدال الدائر حول أبرز قضايا هذه المرحلة، مثل المفاوضات والانقسام والمصالحة وأدوات النضال، بما في ذلك المقاومة المدنية الملائمة للواقع الراهن الفلسطيني، وفق رؤية تستلهم الحاضر بتعقيداته الكثيرة، وتستشرف المستقبل بآماله العريضة.
وانطلاقاً من القناعة السياسية الراسخة بضرورة الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني، وخوض أشرس المعارك الفكرية والسياسية والتنظيمية، لإحقاق هذا المشروع وتخليصه من مأزقه المستفحل، فقد كان الخيط الناظم لكل ما يضمه هذا الإصدار من مقالات مختارة، خيط الوقوف إلى جانب الشرعية الفلسطينية، بل والتخندق في متراس النظام السياسي الفلسطيني، ضد ما يحيق به من أخطار ماثلة، وما يواجهه من تحديات تحدق به من الداخل والخارج معاً.
بكلام آخر نحن نحاول التفكير بصوت مسموع، وندعو غيرنا إلى مشاركتنا هذا العصف الفكري بصورة إيجابية، وعلى نحو جاد ومسؤول، لعلنا نتمكن معاً من إجراء المقاربات الضرورية، واجتراح السبل الناجعة، وتحديد الأهداف الواقعية القادرة على الخروج من المأزق الراهن، بلا مزايدات لا لزوم لها، ومن غير أفكار مسبقة ووجهات نظر جامدة، قد تحول بيننا وبين الوصول إلى غايتنا الأساسية والكبرى، ألا وهي إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، تليق بتضحيات هذا الشعب الصابر المقاتل المرابط.
وفي كل الأحوال، وكما سبق ذكره في مقدمة الإصدار الأول قبل نحو شهرين من تاريخ هذا الإصدار الجديد، فإننا نحاول التقدم بمساهمة شخصية لا تعوزها الإرادة الطيبة ولا الرؤية الواضحة، لإثراء الحوار الوطني الداخلي الدائر حول مختلف عناوين هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية، وأن نتيح في الوقت ذاته فرصة الإطلاع على هذه المساهمات، لمن لم يتح لهم في حينه من القراء والمهتمين، أو فاتتهم فرصة مناقشة الأفكار التي تضمنتها هذه المقالات التي تم نشر معظمها في صحيفة الأيام الفلسطينية.