كتاب " العداء الإسرائيلي للسياسة الواقعية الفلسطينية " ، تأليق حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر وال
قراءة كتاب العداء الإسرائيلي للسياسة الواقعية الفلسطينية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وبدلاً من الضغط على حماس لجعلها تستجيب لروح المصالحة واستحقاقاتها، يتم تدليل الحركة الإسلامية والقبول التدريجي بمنطقها وأطروحتها. وبدلاً من فرض الحصار على قادتها، يتم فرض الحصار على شعب غزة بينما قيادات حماس تخرج وتدخل إلى غزة بدون إعاقة، وبينما ترفض حماس الورقة المصرية، يطوف مسؤول أمني عربي إلى عواصم صنع القرار ليقلل من خطورة تعديل الورقة لمصلحة الاقتراحات الحمساوية وبالدفع باتجاه الاستجابة لرغباتها وتعديلاتها.
أبو مازن قدم رسالة احتجاج للأطراف الأربعة المتكاملة، التي تسهم كل من زاوية مصالحها، في إبقاء الاحتلال والانقلاب مسلطاً على رقاب شعبه وصدره وأرضه وإرادته، ولعل صوته الاحتجاجي، يصل إلى أسماع من يفعّلون القرار ويردعون الاحتلال عن مواصلة احتلاله، ويكبحون واشنطن عن استمرار دعمها وانحيازها عن غير حق للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي. ولعل انقلاب حماس يفشل ويذوي، ولعل التقصير العربي يتوقف، ولعل الثراء العربي يذهب منه جزء يسير لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، مما يوفر له برنامج التنمية ويقربه من الانتصار والحرية أكثر.
المشكلة ليست في بقاء أبو مازن أو بعناده وتنفيذ قراره بعدم الترشح، المشكلة بعدم فهم دوافع قرار أبو مازن، فالضغط والفعل يجب عدم تركيزه وتوجيهه نحو أبو مازن كي يعود عن قراره، بل يجب أن ينصب الفعل نحو رسائل وتحركات ونشاطات احتجاجية ذات طابع مدني سلمي حضاري ديمقراطي ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد الانحياز الأميركي وضد الانقلاب الحمساوي وضد التقصير العربي، عندها وساعتها يكون أبو مازن قد نجح في إيصال رسالته، ويكون قراره الشجاع قد حقق هدفه وأرضى ضميره، وختم حياته السياسية الكفاحية بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني الحقيقية.
فمن يعلق الجرس من حراس المنارة وشبابها؟