كتاب " بيع الأوطان بالمزاد العلني " ، تأليف د. عبدالله الصالح العثيمين ، والذي صدر عن
قراءة كتاب بيع الأوطان بالمزاد العلني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
على أن من أَهـمِّ ما اشتمل عليه كتاب الشيخ طنطـاوي هو خاتمتـه، التي تَحدَّث فيها حديثـاً مفصلاً عـن " فلسطين ومراحل الغزو الصهيوني لها". ومما تَحدَّث عنه كلمة الصهيونية، التي قال: إن من أهدافها إعادة بناء معبدهم المُسمَّى هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى المبارك. ومما تَحـدَّث عنه، أيضاً، في الخاتمة تَطوُّر الحركة الصهيونية؛ نشأة فكرية وتطبيقاً عملياً. ومما أشار إليه قيام مجلس ينتخبه اليهود المقيمون في خمسة عشر بلداً من بلدان مختلفة أغلبها من أوروبا، تكون قراراته مقبولة من الجميع، ويُؤدِّي إلى اتفاق مع فرنسا ليكون هناك وطن لليهود يمتد من "إقليم الوجه البحري من مصر مع حفظ منطقة واسعة المدى يَمتدُّ خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومن جنوب هذا البحر إلى البحر الأحمر." ومما تَحدَّث عنه الشيخ جهود هرتزل، وموقف السلطان عبد الحميد النبيل من تلك الجهود، ودفعه ثمن ذلك الموقف بعزله عن الحكم، وكون واحد من بين الثلاثة الذين سَلَّموه قرار العزل يهودياً اسمه قره صو أفندي.
ثم تَتبَّع الشيخ طنطاوي ما قامت به بريطانيا، رَبَّة المكر والخداع، من جهود جبارة خبيثة لتمكين الصهاينة من السيطرة على فلسطين، وما قام به المجاهدون أمثال الشيخ عز الدين القسام من أعمال بطولية واكبها أشبه ما يكون بخذلان من بعض زعماء العرب. ثم ذكر ما قام به المسؤولون البريطانيون من تسليم بلدان وأمكنة فلسطينية؛ واحدة بعد أخرى، مع ما كان فيها من عتاد وأسلحة للصهاينة مَكَّنتهم من الاستيلاء على كثير من أراضي فلسطين؛ مرحلة مرحلة.
وفي ختام الخاتمة أشار الشيخ طنطاوي إلى أسباب كارثة فلسطين؛ ومنها:
1- ضعف الوازع الديني في نفوس الكثيرين من المسلمين.
2- الغفلة الشديدة عن تَعرُّف مواطن الخطر المحيط بالأُمة، واغترار بعض المسؤولين العرب بخداع البريطانيين، الذين أوهموهم أن اليهود لن ينالوا من فلسطين سوى منطقة صغيرة، وحملوهم على إبعاد العناصر المؤمنة المخلصة عن الاشتراك في الدفاع عن فلسطين بحجة أنهم مغالون وبعيدون عن الحكمة والكياسة.
3- قِلَّة الجهود المادية والمالية المبذولة في سبيل بقاء فلسطين عربية إسلامية.
4- تَفرُّق قيادات العرب وسياساتهم المتخاذلة المُتردِّدة.
5- توقيع الهدنتين الأولى والثانية بين العرب واليهود نتيجة ضغط بريطانيا وأميركا على بعض الدول العربية.
ولكي تستعاد الحقوق يرى الشيخ طنطاوي أنه يجب:
1- الإيمان بأن حرباً فاصلة ستقع بين المسلمين واليهود وسيكون النصر فيها للمسلمين.
2- الإيمان بأن الأيام دول، وأن تدارك ما فاتنا ممكن إذا تَحلَّينا بالعزم واتِّخاذ الوسائل الكفيلة بالانتصار.
3- توحيد قيادة المعركة وتسليمها لأيد أَمينة مخلصة.
4- بذل قصارى الجهد في التذكير بقَضيَّة فلسطين، وتدريسها في المدارس والجامعات.
5- الوقوف من الدول التي ناصرت الصهيونية موقفاً قوياً حاسماً، واستعمال الأسلحة المتنوعة في صرفها عن مناصرتها الباطلة لليهود.
6- العمل على تقوية الفدائيين الفلسطينيين من كل النواحي، واختيارهم من العناصر المأمونة والمؤمنة بِربِّها ودينها ووطنها، وإمدادهم بما يجعلهم يستطيعون أن يزلزلوا كيان الصهيونيين عن طريق حرب العصابات.
7- خوض معركة فلسطين المقبلة على أساس من الجهاد الديني لأن فلسطين بلد إسلامي مُقدَّس؛ وهي ملك لجميع المسلمين، وواجب الذود عنها فرض على كل مسلم على وجه الأرض.
أما بعد كل ذلك:
فإن الكتاب، الذي أُشِير باختصار إلى مسائل منه كان من كتابة الشيخ محمد سيد طنطاوي قبل خمس وأربعين سنة هجرية. وحين كتبه كان سعياً منه للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر، الذي شاء الله أن يكون المُتربِّع على كرسي مشيخته الآن[4]. ومن أراد أن يَتأمَّل كما فعلت فقراءته للكتاب نفسه ستكون أكثر نفعاً. اللهم ثَبِّت قلوبنا على الحق.