أنت هنا

قراءة كتاب نزهة الخاطر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نزهة الخاطر

نزهة الخاطر

كتاب " نزهة الخاطر " ، تأليف أمين الزاوي ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 9

وهو من يتكفل بنصب خيم العزاء؛ إذ بمجرد أن يكون هناك موت في أسرة، أول من يخبر بذلك هو عمي سليمان الذي يسرع لخيمة العزاء، وهي خيمة سوداء مصنوعة من شعر الماعز لا تستعمل إلا في هذه المناسبات، ولا يمكن أبدًا استعمالها في ليلة فرح أو عرس، وهو من يُحضر العجوز المكلفة بفتل الكسكس وتحضير عشاء العزاء، لا يُناقش أبدًا في ما يختاره أو في ما يفعله في مثل هذه المناسبات.

وعمي سليمان هو من يشرف على سفر الحجاج واستقبالهم، ولذلك طقوس أخر، من خيام وفنتازيا وقراءة القرآن، ومراسيم توزيع ماء زمزم على الكبار والصغار، فهو من يتولى توزيع الماء المبارك على الجميع بالقطرة، لا ينسى أحدًا ولا يُغضب أحدًا.

كان عمي سليمان سعيدًا أيضًا باستقباله للطلبة المتطوعين صيفًا وخريفًا وربيعًا، القادمين من وهران والعاصمة، وهم يتحدثون كلامًا لا يفقه منه شيئًا، عن الماركسية والاشتراكية والتأميم والإقطاعية وو وو.. كان يعتقد بأن هذه الكلمات هي أسماء لمدن، بعضها يسكنها أشرار، وبعضها يقطنها ناس طيبون. كان معجبًا بسذاجة الطالبات المتطوعات، اللواتي يغرقن طوال النهار في كتابة التقارير عن الاجتماعات التي لا تنتهي مع الفلاحين ورؤساء البلديات ورؤساء التعاونيات الفلاحية للتسيير الذاتي، وكأنهن كن يكتبنها ليقرأها خطباء احتفالات عيد الثورة في الخريف القادم، أو عيد النصر في الربيع القادم، أو عيد الاستقلال في الصيف الذي على الأبواب. ما يتحدث عنه الطلبة يقوله أيضًا مسؤولو الحزب والوزارة والولاية ورئيس البلدية، سبحان الله.. الجميع يشبه الجميع! يقولون نفس الكلام، ولكن عمي لم يكن يعرف لمن يتوجه هؤلاء بخطبهم وتقاريرهم؟ مع ذلك كان عمي يحب الطالبات ويعطف عليهن ويخدمهن، وكان جدي يحذره من مغبة ما قد يحصل له إذا ما ظل ملتصقًا بهن.

الصفحات