كتاب " الماسة " ،رواية للمؤلفة إزدهار بوشاقور ، ومما جاء في مقدمة الرواية :
أنت هنا
قراءة كتاب الماسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الماسة
ياسين الولد الوحيد لأبويه، نشأ طفولة حية ,لا تشوبها شائبة ,من أم عربية ووالد فرنسي المولد والجنسية ,والذي كان جنديا في الجيش الفرنسي، وعلى الرغم من التباعد في الأصل إلا انهما كانا قريبان إلى بعض قلبا وروحا، تزوجا عن حب أثرى ولد جميل سمياه ياسين.
إلى أن كان العام المشهود، عام لعبت فيه بنت الكرمة بعقل الوالد ,فتوفي أثر جرعة لكميات لا يتحملها الجسم من الكحول والمخدرات ,مخلفا ورائه ولدا يتيما ,وأم عاجزة عن التكفل ,لتسقط طريحة الفراش، ناء جسمها بالمرض فأرادها محكى وضربا مثل، تعددت الأوجاع وتشابكت أوقافها أحزانا وأسرى ,تبعثرت أوراقها وتاهت هوايتها ,هذا حزن وذاك ذرف للدموع ,ولد حزين وأم تنظر الفرج إلى غير دري.
وشاءت أيام الله أن ينجح ياسين إمتحان العتبة ,ويدخل مرحلة أولى من الجامعة ,شاب قوي العود فأوكل لنفسه كامل المسؤولية، العناية بامه وتمريضها ,غير ان الضرورة والأوقات أظنته وغيرت سبيل مستقبله ,ليدخل معترك البحث عن عمل ,ومع كل طيف وضيء يشرق به بعث نهار جديد ,ترى الأم ما يكابده ولدها ويعمله من أجلها ,فلا وسعى لها إلا الدعوة له من كل قلبها ,ما ظهر في خلال نظراتها الدافئة،اذ تركها الزمان طريحة الفراش ليل نهار, ممدة الأطراف لا شيء يتحرك غاية الحركة حتى اشارات رأسها بدت بالتلاشي في الأيام الأخيرة ,العمى هو آخر تطور المرض ,واكبتها صفورة ماء للغروب ,عثرات وفتور في الكلام عاقبها بعد ومغيب.
في ليلة من ليالي الشتاء ودعت الأم سريرها، تركت المكان بأمر الخالق بجلائه ,دون توديع لولدها من كان ينام إلى جانب سريرها ,بغية تسهيل التواصل مع أمه ,في الصباح غادر ياسين للطبيب ليعاين أمه بعد تيقنه من تيسر نفسها وانها ساحت إلى اللاوجود.
الطبيب وهو على عتبة الباب ,لكنت خير المعاين لوالدتك .مبتسما .رفقا وإسعاف، مودة ومؤانسة ,كما أنني عرفت حاجتك الماسة للعمل، وقد كنت منذ أيام بدار الأطفال المسعفة ,فهم في حاجة لمربي خلفا لاثنان انتهت خدمتهم، لذا أمنحك فرصة الذهاب إليهم وأشور ليك غدا بالفعل في الصباح الباكر... يبكر ياسين والوقت قد أمتد باسطا ذراعيه مترنحا.