إذا قمت بانتقاء هذا الكتاب، فإنك ربما تكون من بين الملايين من الأميركيين المهتمين بالتطورات العالمية وبمكانة أميركا في العالم.
أنت هنا
قراءة كتاب نهوض المجتمع المدني العالمي - بناء المجتمعات والدول من أسفل الى أعلى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
نهوض المجتمع المدني العالمي - بناء المجتمعات والدول من أسفل الى أعلى
الصفحة رقم: 7
إن عملية بناء دولة ديمقراطية والحفاظ عليها يجب أن ينطوي على تشغيل المواطنين في مجتمعاتهم الخاصة. وهذا الكتاب يدرس الجهود الأخيرة لقادة السياسية في واشنطن لتحويل المزيد من المسؤولية عن الخدمات الاجتماعية إلى مؤسسات محلية وغير حكومية. وتقوم المنظمات التطوعية الخاصة والشراكات القائمة على الدين، والمجموعات المتزايدة من المنظمات غير الحكومية - بمساعدة من تكنولوجيا الاتصالات والتحركية التي لم يسبق لها مثيل بنشر قدرة حقيقية، فضلاً عن قواعد المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة، في جميع أنحاء العالم.
وفي العهد الجديد، فإن للأعمال التجارية كذلك دور آخذ بالاتساع في توليد ابتكارات تقنية نافعة للفقراء بشكل مباشر وفعال. إن براعة الأعمال التجارية الأميركية سوف يساعد الفقراء في أبعد قرى العالم الثالث.
وفي خضم هذه الاتجاهات الواعدة، فإن هناك أيضاً الكثير ما يدفعنا للهدوء والاتزان، لا سيما المشاكل التي تنشأ عن الانقسام العرقي والطائفي. وفي الشرق الأوسط العربي ومجتمعات إسلامية تقليدية أخرى، فإن هناك عودة للعشائرية والقبلية والانتماء إلى الفصائل الدينية. كما أن عشرات الدول قريبة من ظروف حرب أهلية أو تعاني منها. ويتناول هذا الكتاب الأسئلة الأعمق للدين فيما يتعلق بالمجتمع المدني، ولا سيما في العالم الإسلامي.
وفي هذا السياق، فإن الاندفاع نحو الدمقرطة يترك وقعاً على الكثيرين بشكل مضلل. إن الديمقراطية لا يمكن أن تؤسس ببساطة عن طريق فرض الانتخابات في دول تبقى في حالة من التخلف. كما أن التحرك على عجل لتحقيق نتائج مرضية رمزياً لانتخاب ما يمكن حتى أن يفرز نتائج «غير ليبرالية». إن الديمقراطية الحقيقية غير ممكنة بدون مواطنين ديمقراطيين. وعلاوة على ذلك، فإن تجربة السنوات الأخيرة تشير إلى أن الحكومة الأميركية هي في وضع غير مناسب لدفع الديمقراطية إلى عالم ممانع، ومن المرجح أن تتقدم الأعراف والقيم الديمقراطية من خلال التدفق المستمر للأصول من القطاع الخاص الأميركي، بما في ذلك مؤسسات الأعمال التجارية والمؤسسات المدنية والخيرية والأكاديمية والقائمة على أساس ديني.
يذكر الفصل الأول تفاصيل «الثورة الترابطية» العالمية الأولى المنطوية على نمو هائل للمنظمات غير الربحية والمنظمات غير الحكومية وآلاف المنظمات المدنية والمهنية، والجماعات المناصرِة، والعديد منها مرتبط ببعضه البعض عن طريق التكنولوجيا، وتقوم بترويج القيم الديمقراطية في شتى أنحاء العالم. وهذه الحركة، في رأيي، هي أكثر صادرات أميركا أهمية، وهي تقدم الأمل الأكبر للتقدم الاقتصادي والسياسي. إن التوجه للانضمام إلى منظمات تطوعية أو إنشائها، والذي وصفه أليكسيس دي توكفيل على أنه سمة مميزة لأميركا ومفتاح لنجاحها الديمقراطي، هو الآن توجه في كل قارة أيضاً، وذلك بفضل الترابط المتزايد للعالم. إن هذه الشبكة العالمية للمجتمع المدني تزود فقراء العالم في المواقع البعيدة بمعلومات ومعرفة ذات صلة بتحسين ظروفهم.