قراءة كتاب الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني )

الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني )

كتاب " الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني ) ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من مقدمة الكتاب :

الخياطة وابن الملك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 1

الخياطة وابن الملك

الراوي: وردة الشيشكلي

كان في قديم الزمان رجل فقير الحال عنده بنتاً صبية جميلة، وذكية وعين الله عليها أراد أن يعلّمها الخياطة، فأرسلها إلى خياطة بالحارة لتتعلّم عندها، وتساعدها بأمور البيت وتسقي الحديقة التي يشرف عليها قصر الملك. في يوم من الأيام رآها مرة ابن الملك عما تسقي حوض الورود، فأعجب بجمالها وأحبها، وقال لها: ( يا ساقية زهرة الحبق هل تعرفي الزهرة كم لها من ورق )

فقالت له: ( أعرف بالحبقة كم ورقة إذا أنت عرفت بذقنك كم شعرة وبإسطبلك أبوك كم بقرة ) فغضب من ردها وتركها.

عاد في اليوم التالي فسألها نفس السؤال، فردت عليه بالجواب ذاته، فاحتار في أمرها وكيف الوصول إليها فدعى الخياطة، وقال لها: خذي ألف دينار مقابل أن تدعيها عندك هذه الليلة، فقالت الخياطة للبنت: عندي جهاز عروس لازم يخلص اليوم أريد أن تساعديني به، فوافقت البنت وعادت في المساء، وجلست تعمل في العليّة، فحضر ابن الملك إلى بيت الخياطة، فقالت الخياطة للبنت: لقد نسيت بكرة الخيطان بالغرفة التحتانية انزلي أحضريها، فنزلت البنت وكانت الغرفة معتمة فأمسكها ابن الملك وقبّلها، فصاحت البنت: " يا معلمتي ببيتك في رابوص يقرص ويعض ويبوس "،

فتركها وهرب وعادت البنت إلى بيتها، ومرضت ونامت في الفراش وغابت عن الخياطة عدة أيام، ولما تعافت رجعت إلى معلمتها، وخرجت تسقي الورد في الحديقة رآها ابن الملك فقال لها: " الحمد لله على السلامة يا ساقية الحبقة تعرفي بالحبقة كم ورقة ؟".

فردت عليه: " أعرف بالحبقة كم ورقة إذا عرفت بذقنك كم شعرة وبإسطبل أبوك كم بقرة ؟". فقال: " يا معلمتي في بيتك رابوص بيقرص وبيعض وببوس ". فعرفت أنه هو من أمسكها وباسها في بيت معلمتها، فعادت إلى البيت وهي تفكّر بالانتقام وكيف ترد له المقلب .

في اليوم التالي ذهبت البنت إلى الخياط وطلبت منه أن يفصل لها ثوباً من اللبّاد مع خشاخيش وأجراس. ثم ذهبت إلى عند جارتها وطلبت منها أن تمثّل دور الشحادة، وتذهب إلى قصر الملك وتأخذها معها ففعلت، ولما دخلت القصر ذهبت سراً إلى غرفة ابن الملك، ونامت تحت التخت.

جاء ابن الملك لينام آخر الليل، فأطفأ النور وجلس على السرير، فخرجت وبدأت ترقص وتخشخش بالأجراس وتقول: " أنا عزرائيل الصغير بعثني عزرائيل الكبير لأقبض روحك " خاف ابن الملك وترجاها أن لا تقبض روحه، فوافقت بشرط أن يشرب هذا الشراب، فشربه وخرجت وتركته لوحده. فأصابه مرض غريب لم يعرف أحد له دواء وعجز الأطباء من معالجته، فلبست البنت الخياطة لباس الطبيب، وحملت معها حقيبة وأخذت تنادي:" أنا الطبيب أنا المداوي، أنا أشفي من كل الأمراض ". فركضت الخادمة إلى الملكة، وأخبرتها عن الطبيب فأحضرته، وعرضت عليه حالة ابن الملك.

فقالت البنت: أمره بسيط الآن يشفى بإذن الل، وأدخلته إلى غرفة لوحده، وقالت له: أنا سأشفيك الآن لكن اسمع مني هذا القول: " إذا جاءك أحدهم مرة، وقال من أجل حكيمك لا تضيع غريمك فاقبل منه ". فوعدها بذلك، وسقته شراباً مضاداً للشراب الأول، فشفي في الحال وتركته وعادت إلى بيت الخياطة.

وخرجت بعد ذلك لتسقي الورود في الحديقة فرآها ابن الملك وقال لها: " يا ساقية الحبق تعرفين كم ورقة في الحبق ؟". فأجابته: " أعرف إذا كنت تعرف في ذقنك كم شعرة، وفي إسطبل أبوك كم بقرة ؟" فقال لها: " فيه أبو رابوص بيقرص وبيعض وببوس ". فقالت له: " أنا عزرائيل الصغير بعثني عزرائيل الكبير كي أقبض روحك" .

فغضب ابن الملك وأحضر والدها لينتقم من هذه الإهانة الكبيرة التي ألحقتها به البنت الخياطة، فطلب منه أن يفصل بدلات للعساكر من الحجر، وإلاّ سيقطع رأسه.

عاد والد الخياطة إلى ابنته وهو في غم كبير فسألته عن سبب ذلك ؟ فأخبرها بطلب ابن الملك منه، فطلبت منه أن ينتظرها وذهبت إلى الخياطة، وأخبرتها بالقصة فقالت لها: بسيطة قولي لوالدك أن يذهب إلى الملك وحاشيته، ويوزع عليهم بعض الأحجار كي يصنعوا له منها خيطاناً يخيط بها البدلات.

وفي اليوم التالي جاء أبوها، وطلب من الملك ما أمرته به الخياطة، فتعجب ابن الملك وقال له: والله هذا ليس صنعك هذا من صنيع ابنتك .

الصفحات