قراءة كتاب الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني )

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني )

الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني )

كتاب " الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني ) ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من مقدمة الكتاب :

الخياطة وابن الملك

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مصطفى الصوفي
الصفحة رقم: 10

بعد أيام صار عرس كبير في البلد، فلبس ابن الملك أحسن الثياب وخرج إلى العرس، فمرّ من أمام قمع الرفوف، فسألته أن يأخذها معه فردّ عليها مستهزئا، هذا ما كان ينقصني أن تذهب الدبّة معي إلى العرس ..! لتبهدلني، فحزنت قمع الرفوف وبقيت بعد ذهابه فترة من الزمن، ثم فركت الخاتم وتمنت أحلى الثياب، فحضرت أمامها لبستها، فظهرت كبنات الملوك.

ذهبت مسرعة إلى الحفلة فلفتت أنظار الناس بحسنها وجمالها، ورقصت أحلى الرقصات ثم أخذت منديل ابن الملك، ودبكت على الأول بجانب ابن الملك، فطيّرت عقله وتعلّق قلبه بها كثيراً، وقبل نهاية الحفلة اختفت، وعادت إلى مكانها في الحديقة كما كانت.

عاد ابن الملك إلى قصره حزيناً مكسور الخاطر، وقلبه مشغول بالأميرة. مرّ من قرب قمع الرفوف، فسألته عن حاله فردّ عليها منزعجاً: اتركيني بحالي ليس لي نفس أن أتكلّم مع أحد.

في اليوم التالي لبس ابن الملك أحلى الثياب وتزين أحسن زينة، وخرج ذاهباً إلى الحفلة فقالت له قمع الرفوف: خذني معك إلى الحفلة ولن تندم، فردّ عليها ماذا سأفعل بك ؟ أبق مكانك أحسن لك وخليك في حالك، وفعلت قمع الرفوف مثل اليوم الأول، وبعد أن دبكت وتعبت جلست بجانب ابن الملك تتساير معه، فأخرج علبة الدخان، ولفّ منها سيجارة فطلبت العلبة ودخّنت منها، وخبأتها في ملابسها، فسألها ابن الملك من تكون ؟ ومن أهلها ؟ وأين تسكن ؟ فلم ترد عليه، فطلب أن يقابلها فقالت له: غداً بعد العصر اصنع لنا " سيّالة"، وسأحضر لعندكم ففرح الأمير، وعاد إلى قصره مسروراً متلهفا للقاء حبيبته.

في اليوم التالي طلب من أمه أن تصنع له السيّالة فقالت له: لكني لا أعرف كيف يصنعونها، فردّ عليها: ( دبري حالك )، وتركها وذهب. جلست أمه حزينة محتارة، فسألتها قمع الرفوف عن حكايتها فقصّت عليها أمر السيّالة وطلبات ابنها، فقالت لها: هذا بسيط جهّزي لي بعض الحنطة والسمنة والقشدة والسكر، واتركي الباقي علي، ففرحت الأم وأحضرت لها ما تريد، فركت قمع الرفوف الخاتم، وطلبت منه أن يصنع السيّالة، فأصبحت جاهزة في الصينية خلال لحظات، ووضعت فيها منديل ابن الملك وعلبة الدخان، ولفّت صينية السيّالة وأعطتها إلى الأم، فحملت الأم الصينية إلى ولدها ووضعتها أمامه، فشم رائحتها اللذيذة وفرح بها كثيراً، وجلس ينتظر حبيبته فتأخّرت عليه، وطال انتظاره ولم يعد يتحمل ،ففكّ الصرّة عن الصينية، فوجد منديله وعلبة الدخان فيها، فطار صوابه وصاح، ووقع مغشياً عليه. حملوه إلى غرفته، ولما أفاق كان أهله حوله، فسأل أمه من صنع السيالة؟ فقالت له: أنا صنعتها، لكنها كانت مرتبكة في الكلام، فأقسم عليها أن تقول الحقيقة، عندها اعترفت له أن قمع الرفوف هي التي صنعت السيالة، لم يصدّق وجلس في الحديقة طول الليل يراقب الفتاة، حتى رآها بعد منتصف الليل ترفع الجلد عن رأسها، لتمشّط شعرها على ضوء القمر،

فشاهد شعرها الطويل الناعم، ووجهها الجميل كالقمر. هجم عليها ومزّق الجلد عنها وأحرقه، فبانت صبية جميلة لم ير مثلها في الدنيا، فحملها إلى القصر، وسألها عن حكايتها فحكت له قصتها من أولها إلى آخرها وحتى أحضرها معه إلى القصر، فطيب خاطرها وزاد حبه لها وطلبها للزواج منه فوافقت، وأقاموا الأفراح والليالي الملاح وعاشوا في سبات ونبات، وخلفوا صبيان وبنات.

الصفحات