كتاب " الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني ) ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من مقدمة الكتاب :
الخياطة وابن الملك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب " الحكايات الشعبية في البلاد الشامية ( الجزء الثاني ) ، تأليف مصطفى الصوفي ، نقرأ من مقدمة الكتاب :
الخياطة وابن الملك
العجوز وصحن الدبس
الراوي: نزهة الصوفي
كان يا ما كان في غابر الأزمان. امرأة أرملة وفقيرة الحال، وعندها ثلاث بنات صغار تعمل، وتتعب وتشقى لإطعامهم ورعايتهم. في يوم من الأيام اقترحت البنت الصغيرة على أمها أن يساعدوها في العمل وتأمين حاجات البيت، فطلبوا من أمهم أن تجلب لهم بعض الصوف حتى يغزلوه، ويصنعوا منه كنزات فتبيعها أمهم في السوق، وتشتري لهم بثمنه طعاماً، وهذا ما حصل وتعاونت البنات الثلاث على حياكة الصوف حتى صنعوا منه كنزة جميلة أخذتها الأم إلى السوق، فباعتها ببعض الدراهم واشترت لأولادها صحناً من الدبس، وعادت به إلى البيت.
استمرت على هذا الحال عدّة أيام، وفي يوم بينما كانت عائدة بصحن الدبس، واجهت عجوزاً نحيفاً، مقعداً، مرمياً على قارعة الطريق، ذقنه طويلة، مهلهل الثياب.
قال لها العجوز: " طبي دبيستك واحمليني ولبيتك وديني ". فقالت له الأم: هذا تعب بناتي الصغار فكيف أرميه وأحملك بدلاً منه ؟ وماذا سأفعل بك، فقال لها العجوز: (طبي دبيستك واحمليني ولبيتك وديني، ومثل ما بقولك اعمليلي أنا رزقتك ما راح تندمي فيني ).
بعد إلحاحه الشديد أخيراً رمت الأم صحن الدبس، وحملته على ظهرها وقالت: أمري إلى الله.
أنزلته في البيت فاستغربت بناتها قصة العجوز، واستنكروا على أمهم أن تتخلى عن صحن الدبس من أجل هذا العجوز الهفتان، وسألوا أمهم ماذا سيفعلون به ؟.