أنت هنا

قراءة كتاب موعد مع المصير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موعد مع المصير

موعد مع المصير

إعرف نفسك (روحك الإنسانية)، فالصدق ومواجهتها هو الخطوة الأولى للوصول إلى اليقين والسلامة في الشك والحيرة والضياع.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
يفنى الجسد والنفس (الروح الإنسانية) باقية
 
اعرف نفسك (روحك الإنسانية)، فالصدق في معرفة النفس ومواجهتها هو الخطوة الأولى للوصول إلى اليقين والسلامة من الشك والحيرة والضياع.
 
النفس الإنسانية كامنة فينا، ماثلة بين أيدينا، فلا حاجة بنا لكي نعرفها على حقيقتها، إلى إحالة على غيب، فمن الغيب ما يصبح شهادة إذا تجاوزنا المظهر الخارجي الذي يحجب عنا الحقيقة. فلماذا لا نفعل قبل أن يكشف عنا الغطاء؟ يقول تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات:21].
 
الإنسان ليس جسداً، وإنما الجسد هو المظهر، والقشرة الخارجية، والأداة. ذاتك (نفسك) ليست جسدك. أنت لا تغفل عن نفسك مطلقاً، أما جسدك فما من جزء منه إلا وتنساه أحياناً. وجسدك في تحلل وتغير وتجدد في خلاياه دائمين، أما ذاتك فلا تتبدل.
 
جسدك مجموعة من الأجهزة تعمل بدون خيار منك، كما ليس لك بأكثرها علم تفصيلي، أما نفسك فأنت الذي تختار شخصيتها وطريقها. الأجساد في الخلق واحدة، أما النفوس فهي متفاوتة.
 
نفسك يمكنها وهي مخيّرة لأن تهبط إذا شاءت وتتصل بالجسد أو تسمو وتتصل بالروح القدسية السامية، وليس بالروح الحيوانية التي هي سريان الحياة في الجسد. النفس مخيّرة تماماً بين أن تميل إلى الجسد فتتشبع وتمتزج بشهواته وتصدر عن حواسه فحسب، وبين أن تميل وتسمو إلى الروح السامية فتصدر عن أنوارها وحواسها وبصيرتها لتضيء بها الجسد وتسخّره.
 
الموت هو انسلاخ «الجسم الأثيري» حاملاً النفس (العقل) وانتقال النفس إلى البرزخ (العالم الأثيري - الروحي)، بهيئتها التي تُقبض عليها، ظلمانية محجوبة متلبّسة بشهوات الجسد (البدن) ملتصقة بحطام الأرض والمادة، أو نورانية مطمئنة مستضيئة بالروح السامية. فكما يخلع الإنسان ملابسه في آخر النهار، فإن الروح الإنسانية (النفس) تُخلع من الجسد حين الموت. وما الموت إلا ميلاد جديد، في مجال أو مستوى ثانٍ من الوجود. إن الروح الإنسانية خالدة وما الجسد إلا عباءة لها. وإن «عجلة الحياة» هي ميلاد في هذا العالم المادي، ثم موت (ميلاد) وعودة إلى الحالة الروحية الأثيرية.

الصفحات