قراءة كتاب بائع الهوى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بائع الهوى

بائع الهوى

كتاب " بائع الهوى " ، تأليف حكيم بن رمضان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

- يعمل في وكالة "فيادجو" الإيطالية منذ سنوات... لا يتحدث في السياسة منذ سنين... يرتاد أحد نوادي الشطرنج في المدينة... تبارى يوم السبت المنقضي مع بطل العالم وتعادل معه في مباراة وديّة... أعزب، يقضي فصل الصيف مع السائحات الإيطاليات، أما في الشتاء فلا يعاشر من النساء إلا اللاتي يعملن في المواخير... يرتاد مقهى الحي صباحاً وحانة الشاطئ ليلاً... شوهد في أحد المساجد يوم عيد الأضحى المنقضي... يتعاطى الحشيش منذ سنوات الكلية... درس الآداب العربية في كلية العلوم الإنسانية بالعاصمة، لكنه انقطع عن دراستها في السنة الأخيرة من شهادة الأستاذية وراح يدرس السياحية... لم يكن له انتماء سياسي واضح غير أنه كان يحضر معظم الاجتماعات الطلابية اليسارية واليمينية المعتدلة منها والمتطرفة... شارك في تظاهرات طلابية عدة في التسعينيات... خلال شهر نيسان سنة اثنتين وتسعين وشباط سنة خمس وتسعين، وفي شهر كانون الأول من العام سبعة وتسعين.. في السنة الأخيرة التي أمضاها في كلية الآداب وقع الاحتفاظ به لبعض شهور في سجن العاصمة مع جمع من زملائه...

- لماذا ؟ (مقاطعاً).

- شتم "المْعلّمْ".

- بطاقته نظيفة (متعجباً).

- لم تتمّ إحالة القضية على المحكمة: صغار يتراقصون مع الكبار (ساخراً). غادر في ذاك العام كلية الآداب وراح يدرس السياحة... كان يمضي أيامها أوقاته في لعب الشطرنج أكثر من متابعة محاضراته... منذ حصوله على الشهادة لم يشارك في أي تظاهرات مثل جميع زملائه: ألم أقل لك؟ صغار يتراقصون مع الكبار (ضاحكاً).... أيام دراسته الثانوية كان ينتمي إلى أحد الأحزاب القوميّة غير المعترف بها، وشارك في تظاهرات المعاهد... أما أيام العطل فكان يرتاد نادياً للشطرنج.

- لم يتزوج بعد. (بشيء من التعجّب).

- يبدو أنه يفضّل الرجال. (ضاحكاً).

كان مركز الاستعلامات في وزارة الداخلية يعلم الكثير عن السيد حيدر قنديل وحتى تفاصيل قد نسيها. حينما يسأله الغرباء عن سبب عزوفه عن الزواج، كان يجيبهم حيدر مبتسماً: "إن كنتم تتساءلون إن كنت رجلاً أم أحب الرجال، فاعلموا بأنني رجل يحب الرجال، أولئك الذين ماتوا من أجل أن نعيش أحراراً. وأحب النساء أيضاً، ربما كل النساء، ففي الصيف أضاجع التي تدفع أكثر وفي الشتاء أدفع أكثر. أنا أبيع الهوى وأشتريه، فأربح أحياناً وقد أخسر فيه". قبل نهاية المكالمة، يسأل "الدالي جمر" زميله عن الجديد من الأخبار.

- لا شيء جديداً، سوى أنه في مدينة "سيدي بوزيد" سكب أحد باعة البقول البنزين على جسده.

- ومن ذاك؟

- مجرّد نكرة.

- ولماذا فعل ذلك؟

- صفعته إحدى الزميلات لبذاءته على ما يبدو. فقد كان يعمل من دون رخصة ويريد مقابلة الوالي للشكوى.

- وماذا قال "المْعلّمْ"؟

- قال: ليمت

- فليمت إذاً. (ببرود) بل أردت سؤالك عن المرتب، أما من زيادات؟

- قال "المْعلّمْ": دع الكلاب جائعة وستجري خلفك.

- وكيف نعيش إذاً؟

- يحيا الشعب. (مستخفاً).

- يحيا الشعب. (ضاحكاً).

قهقه الضابط "الدالي جمر" ضاحكاً وهو يودع زميله، وما كان يزعجه أن يعتبره "المْعلّمْ" كلباً من بين الكلاب، ولكنه تأسف أن يكون كلباً جائعاً. ألقى نظرة أخيرة على أوراق البحث، فقد صارت قضية هذا المتهم أمراً مزعجاً، ذلك أنّ شخصية السيد حيدر قنديل لا تطابق طبيعة الجريمة بقدر ما توافق أحد الأعداء السياسيين؛ فالبوليس يهاب أولئك الذين يقتنون الكتب ويقرأونها. لم يكن من مهام رئيس فرقة مكافحة الإجرام تحليل الدواعي النفسية لارتكاب الجريمة، ولكن كل ما يهمه القبض على حيدر قنديل. الأشخاص في مركز الاستعلامات هم مجرد أسماء فقط، وذلك يكفي أعوان الشرطة.

الزعيم في هذا البلد يلقبونه "المْعلّمْ" كمثل البلطجي، أما حيدر قنديل فقد كان يفضّل أن يكنيه "أبا جهل"، فقد كان محرّماً ذكر اسمه.

الصفحات