كتاب " التصحر التحدي والاستجابة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب التصحر التحدي والاستجابة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثالثا : أنواع تصحر الأراضي
سوف نتناول التصحر في أراضي المراعي ، والتصحر في أراضي الحاصلات المطرية ثم التصحر في الأراضي المروية :
1- التصحر في أراضي المراعي :
المراعي الطبيعية - هي المساحات الشاسعة من الأراضي التي يكسوها غطاء نباتي يستعمل كغذاء للحيوانات المستأنسة . وتلعب المراعي دوراً هاماً في الاقتصاد الوطني لكثير من البلدان نظراً لما توفره من الأعلاف الرخيصة ، وتقدر مساحة المراعي في العالم بنحو (24% ) من مساحة اليابسة . وعلى الرغم من أهميتها بيئيا واقتصاديا واجتماعيا ، فإن ثمةلامبالاة بهذه المراعي ويظهر ذلك في نقص البيانات والمعلومات وقلة الكوادر وغياب الإدارة الرعوية (8).
ويتوقف تعرض أراضي المراعي للتصحر على :
- المناخ : فقلة الأمطار تزيد من احتمالات التصحر ويساعد على ذلك موسمية الأمطار.
- قوام التربة ونوع الغطاء النباتي .
- خطر التصحر المرتبط بمدى الضغط على المرعى من حيث أعداد الحيوانات نسبة إلى مساحة المرعى .
وقد أدت الأنشطة البشرية إلى إعادة تشكيل جذرية للغطاء النباتي الطبيعي للمراعي في العالم ، فالإفراط في رعي النباتات نتيجة لزيادة أعداد الماشية ،والتوسع في زراعة الأراضي الحدية أدى إلى استنزاف الغطاء النباتي وتدهور التربة وتصحرها . ويبين تقييم حالة التصحر في العالم (UNEP 1991 )أن
( 73%) من أراضي المراعي قد تأثرت على الأقل بدرجة معتدلة . أما الغطاء النباتي الحالي وخاصة في الدول العربية - لا يمثل غطاءاً نباتياً متوازنا مع ظروف البيئة إنما هو تراجع للغطاء النباتي الطبيعي وذلك بفعل استغلال الإنسان للمراعي وتحت تأثير عوامل متعددة أهمها الرعي الجائر والاحتطاب والفلاحة التي شملت مساحات كبيرة من افضل المراعي الطبيعية ، مما أدى إلى زحف الصحراء في كثير من المناطق وخاصة في الوطن العربي وزيادة مساحة الأراضي القاحلة وغير المنتجة على حساب المراعي الخصبة . حيث أصبحت مراعي بادية الشام والعراق والمملكة العربية السعودية والتي كانت تزخر بالحياة النباتية والحيوانية غير قادرة على تجديد مواردها النباتية حيث أصبحت الآن قاحلة أو شبة قاحلة ، ومن الأدلة التي تبين كثافة الغطاء النباتي في هذه المناطق هو مقارنة الأماكن الحالية بالأماكن القليلة التي بقيت محمية حتى الآن . والذي يعطينا صورة واضحة لتراجع الغطاء النباتي بفعل الاستغلال الجائر ، حيث استبدل الغطاء النباتي الكثيف والجيد بالأنواع الشوكية والسامة ، إضافة إلى تدمير الغطاء النباتي في أماكن أخرى معرضا التربة إلى الانجراف المائي والريحي (9).