كتاب "
شمعة في أعماق السجون " ، تأليف محمد طحنون ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
كتاب "
شمعة في أعماق السجون " ، تأليف محمد طحنون ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قاومت ظلم الإنسان للآخر وجبروت الإنسان ضد أخيه الإنسان وبدأت أشعر بالظلم..
نعم الظلم، الذي لم أشعر به من قبل، بدأ يتسلل إليّ شيئاً فشيئاً وبدأت أتذوق مرارته رويداً رويداً، حتى أصبحت أعيشه بكل ما فيه وبكل ما يعنيه.
في زنزانة طولها مترين وعرضها متر ونصف، كنت أعيش، لم يكن بها شيء، لم تكن بها حياة سواي، لا شمس لا هواء، لا شيء سوى جمود الموت، نظرت بها متفحصاً مرات ومرات، لم تكن زنزانة بل كانت قبراً، وكأنني كنت أنتظر الملائكة لتحاسبني!
من هنا بدأت رحلتي مع نفـسي التي لم أعرفها ولم أرها على حقيقتها سوى في تلك الزنزانة- القبر..
* * *
وجدتني أتجاذب أطراف الحديث مع نفـسي، وبدأت أستعيد شريط حياتي منذ أن وعيت وحتى تلك اللحظة، وأحاسبها على كل كبيرة وصغيرة.. ولم أجد في حياتي ما أستحق من أجله أن أكون إنسان.
وزاد من عذابي وحسابي لنفـسي قراءتي للقرآن، فقد كنت أقرأه وكأنها المرة الأولى!
بدأت أتمعن في آياته، بدأت أشعر بوضوحها وقوة معانيها وما فيها، وددت لو أضرب برأسي الجدار وأصرخ.. أين كنت من هذا؟ أين كان قلبي وعقلي؟
قسوت كثيراً على نفـسي في تأنيبها، حتى عندما كنت أدعو ربي في الصلاة كنت أقطع دعائي حياءً من الله وأقول لا تستحق الإجابة، فلم تتذكر الله سوى الآن في محنتك.