قراءة كتاب التخلف العقلي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التخلف العقلي

التخلف العقلي

كتاب " التخلف العقلي " ، تأليف حسن سعد آل سالم ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

سادساً: تعريف هيبر ( 1959)

وقد جمع هيبر بين التعريف النفـسي والاجتماعي وتعريف هيبر (1959) من أحسن التعريفات التي ظهرت حتى الآن وقد تبنته الرابطة الأمريكية للضعف العقلي.

يعرّف هيبر التخلف العقلي: بأنه "حالة تتميز بمستوى وظيفي دون المتوسط يبدأ أثناء فترة النمو، وتصاحب هذه الحالة بقصور في السلوك التكيفي للفرد".

ويؤكد هيبر قابلية الاختبار الإجرائي لتعريفه، ويوضح المصطلحات المستخدمة في التعريف كالآتي:

 مستوى وظيفي عقلي عام: ويقاس هذا مستوى بواسطة اختبارات القدرة العقلية ( اختبارات الذكاء المقننة).

 دون المتوسط: يعبر عن مستوى أداء يقل عن مستوى أداء العاديين بمقدار انحراف معياري واحد إذا قيس الأداء على اختبار من اختبارات القدرة العقلية العامة.

 أثناء فترة النمو: بالرغم من أن هيبر يعترف بصعوبة تحديدها بدقة إلا أنه يقترح سن 16 سنة إلى 18 سنة كمعيار لنهاية فترة النمو العقلي، وهذا يساعد على تمييز حالات التخلف العقلي عن الحالات الأخرى مثل الجنون أو التدهور العقلي......الخ.

 السلوك التكيفي: يعرف هيبر السلوك التكيفي على أنه:

كفاءة الفرد في التكيف في حالات التخلف العقلي قد يتمثل في ناحية أو أكثر من النواحي التالية:

1) النضج: ويقصد به معدل النضج في نمو مهارات سن المهد أو الطفولة المبكرة مثل الجلوس والحبو والوقوف والمشي والكلام والقدرة على التحكم في الإخراج والتعامل مع أقرانه في السن. .. ففي السنتين الأوليتين من حياة الطفل يمكن قياس السلوك التكيفي بهذه المهارات المذكورة وغيرها من مظاهر النمو الحسي الحركي عند الطفل وبالتالي فإن التأخر في اكتساب مهارات النمو قد يعتبر ذا أهمية أولية كمحك للاستدلال على وجود حالة التخلف العقلي في سنوات ما قبل المدرسة.

2) القدرة على التعلم: وهي قدرة الطفل على اكتساب المعلومات كوظيفة من وظائف الخبرة (من مواقف الخبرات المختلفة ) التي يتعرض لها الطفل في حياته، والصعوبة في التعلم تظهر بوضوح في المواقف الأكاديمية في المدرسة، ولا يمكن التعرف على هذه الصعوبة إذا كانت بسيطة عندما يدخل الطفل المدرسة، ولذلك فإن القصور في القدرة على التعلم قد يعتبر محكاً هاماً للاستدلال على حالات التخلف العقلي خلال سنوات الدراسة في المدرسة.

3) التكيف الاجتماعي: ويقصد به مدى قدرة الفرد على الاستقلال وأن يكسب عيشه دون مساعدة علاوة على قدرته على أن ينشئ علاقات شخصية أو اجتماعية مع غيرة في حدود الإطار الاجتماعي والمعايير الاجتماعية المرعية ويعتبر هذا المحك من أهم المحكات للاستدلال على التخلف العقلي في مرحلة الرشد.

أما كد (1964م) فيقول أن التخلف العقلي "يشير إلى انخفاض الأداء العقلي عن المتوسط انخفاضاً ذا دلالة ينشأ في مرحلة النمو المبكرة ويتميز بعدم ملائمة سلوك الفرد التكيفي" تعديلاً على تعريف هيبر (1961م) الذي يؤكد فيه على أن انخفاض الأداء العقلي عن المتوسط يجب أن يكون انخفاضاً ذا دلالة حتى يعتبر الفرد متخلفاً عقلياً بالإضافة إلى عدم كفاءة سلوكه التكيفي، و هذا ما دعا جمعية الطب الأمريكية إلى تبني هذا التعريف واعتباره تعديلاً مقبولاً لتعريف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي، وفضلاً عن ذلك فقد حدثت تطورات كثيرة في ميدان التخلف العقلي في الفترة الواقعة ما بين 1961-1973م، مثال ذلك الكثير من دعاوي المحاكم بشأن تصنيف بعض أطفال الأقليات في أمريكا بأنهم متخلفون عقلياً واستعمال اختبارات الذكاء بغض النظر عن الفروق الثقافية للأطفال، كذلك فإن جدلاً فإن جدلاً كبيراً قد استمر خلال الفترة حول اعتبار أطفال الفئة الحدية متخلفين عقلياً أم لا وكانت غالبية النقاش والجدل تفضل عدم اعتبار هذه الفئة التي يتراوح ذكاء أفرادها ما بين 70- 84 ضمن فئات التخلف العقلي، وعلى أثر هذه التطورات والجدل فإن الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي قد تبنت تعريف غروسمان القائل بأن (التخلف العقلي يشير إلى مستوى الأداء الوظيفي العقلي العام الذي ينخفض عن المتوسط انخفاضاً ذا دلالة مرتبطاً بخلل في سلوك الفرد التكيفي تظهر آثاره في مرحلة النمو) وبهذا التعديل للتعريف السابق أصبح انخفاض أداء الفرد عن المتوسط مـشروطاً بأنه انخفاض ذو دلالة وحدد مستوى هذه الدلالة بأنه مساوٍ لانحرافين معياريين دون المتوسط بدلاً من انحراف معياري واحد، وبهذا المعنى فإن حدود التخلف العقلي تبدأ من مستوى 70 درجة بدلاً من 85 أو أن 2.27% من الناس فقط يمكن اعتبارهم متخلفين بدلاً من 16% تقريباً حسب التعريف السابق.

وبشكل عام فإن التعريفات السابقة تعكس الخلفيات النظرية والتوجهات العلمية المختلفة للميادين العلمية والمهنية للمهتمين في مجال المتخلفين عقلياً ومما لا شك فيه أن تلك التعريفات وغيرها أسهمت بشكل أو بآخر في إثراء البحث العلمي وزيادة إمكانية تحديد مفهوم التخلف العقلي وطبيعته، إضافة إلى ذلك فإنها رغم تنوعها ساعدت في التوصل إلى التعريف الذي تتبناه الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والذي يعتبر أكثر التعريفات قبولاً وشيوعاً بين مختلف الدارسين والعاملين في هذا المجال، وينص تعريف الجمعية الأمريكية والذي اقتراحه جروسمان (1973م) على أن "التخلف العقلي يشير إلى حالة من الانخفاض الدال ( الواضح) في الوظائف العقلية العامة تظهر أثناء فترة النمو وينتج عنها أو يصاحبها قصور في السلوك التكيفي"، ويتميز هذا التعريف عن سواه بأنه يتضمن ثلاث محكات أساسية يجب توفرها معاً قبل الحكم على فردٍ ما بأنه متخلف عقلياً، وهذه المحكات هي:-

1- انخفاض دال في الوظائف العقلية العامة، والانخفاض المقصود هو مقدار إنحرافين معياريين عن المتوسط، فإذا كان مقياس وكسلر هو اختبار الذكاء المستخدم في القياس فإن هذا يعني أن درجة الذكاء تقل عن (70) أما إذا كان مقياس بينيه هو الاختبار المستخدم فإن الدرجة يجب أن تقل عن (68) والمتوسط في كلا المقياسين هو (100).

2- قصور في السلوك التكيفي ويشير مفهوم السلوك التكيفي إلى درجة كفاية الفرد في الاستجابة للتوقعات الاجتماعية لمن هم في مثل سنة وفئته الاجتماعية، سواء فيما يتعلق بالاستقلالية الشخصية أو المسؤولية الاجتماعية، فعلى سبيل المثال يتوقع من الفرد في مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة أن يحقق نمواً في المهارات الحسية والحركية والمهارات اللغوية والعناية بالذات والسلوك الاجتماعي، بينما يتوقع منه في مرحلة الرشد إضافة إلى كل المهمات في المراحل العمرية السابقة والتالية لمرحلة الطفولة المبكرة أن يتحمل مسئوليته الاجتماعية، والقيام بأدواره المتوقعة، خاصة في مجال الحصول على مهنة تحقق له الاستقلال الاقتصادي، وبناء أسرة والسلوك المنسجم مع القيم والأعراف الاجتماعية المرعية.

3- ظهور كل من الانخفاض في الوظائف العقلية والقصور في السلوك التكيفي خلال مرحلة النمو، أي دون سن الثامنة عشرة، وعليه فإن حالات القصور في الوظائف العقلية والتي قد يصاحبها عجز في السلوك التكيفي والذي قد تحدث في مراحل العمر اللاحقة نتيجة عوامل مختلفة لا يمكن تصنيفها على أنها حالات تخلف عقلي، فمثل تلك الحالات يشار إليها بالاضطرابات أو الأمراض العقلية.

وفي عام 1992م صدر تعريف حديث عن الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي، والذي ينص على أن التخلف العقلي:-

هو حالة تشير إلى جوانب قصور ملموسة في الأداء الوظيفي الحالي للفرد، وتتصف الحالة بأداء عقلي دون المتوسط بشكل واضح يوجد متلازماً مع جوانب قصور ذات صلة في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية: التواصل، العناية الذاتية، الحياة المنزلية، المهارات الاجتماعية، استخدام المصادر المجتمعية، التوجه الذاتي، الصحة والسلامة، المهارات الأكاديمية، وقت الفراغ ومهارات العمل، ويظهر التخلف العقلي قبل سن الثامنة عشر.

الصفحات