كتاب " سري للغاية " ، تأليف فوزي صادق .
ومما جاء في مقدمة الكتاب .
أنت هنا
قراءة كتاب سري للغاية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
سري للغاية
الفصل الثاني
قبل سبع سنوات
لحظات مميزة في حياة أبي رياض وهو ينتظر في صالة البنك ! إنها أول مرة وربما هي الأخيرة ، ففي حسابه مبلغ يسيل له اللعاب ، ( هكذا قالها مدير البنك ) : مليونان وستمائة ألف ريال جديرة بالاهتمام ! إنها حقوق تقاعده من شركة أرامكو مع قيمة بيته الذي باعه مؤخراً بتشجيع من زوجته ( أم يوسف )، فهي الزوجة الثانية في حياته بعد أن توفيت زوجته الأولى ( أم رياض ) ، حيث قالت له : بع الفيلا ، فلا حاجة لنا فيها ونحن وحدنا ، والمزرعة تكفينا ، وإذا بموظف البنك ينادي وبصوت مرتفع : ( سعود ناصر ) ، فيرفع أبو رياض يده وهو مبتسم ، فيعطيه الموظف إشارة اللحاق به ، فيفعل وعليه علامات المنتصر في ساحات الوغى ، والناس ترمقه بحسد كونه عميلاً مميزاً ودخل من باب عملاء الطبقة المخملية .
دخل أبو رياض قسم النخبة الماسية كما تشير اللافتة الموجودة عند المدخل ، وألقى التحية على الشاب الوحيد الموجود بالمكتب الفخم ، وما أن جلس على الكرسي البني الهش ، وإذا بنادل الضيافة يقف عند رأسه ويسأله باحترام :
- سيدي ! ماذا تشرب كوب شاي أو قهوة فرنسية ؟
أبو رياض يبتسم وكأنه طاووس ! لقد غاص في أحضان الكرسي الفخم من فرحته ، إنه يشعر وكأنه أحد نبلاء الأفلام الأجنبية.
- هذا ما لديكم؟
- نعم ، وماء أيضاً .
- طيب ، كوب قهوة بالحليب، لكن أرجوك بدون سكر، ولا تنس الماء .
- أوكي.
فيخاطبه الموظف الموجود : ( إن شاء الله لست مصاباً بالسكر ؟ )
- لا .
فيرمق الموظف أبا رياض بصمت ، فتكلم أبو رياض :
- الحمد لله لا أشكو من سكر .. لكن عندي برنامج حمية لإنزال وزني .. تعرف الإنسان بعد التقاعد يكثر عنده وقت الفراغ ، وممكن يزيد وزنه من و...
وبينما أبو رياض يتكلم دخل عليهم مدير الفرع مسترسلاً بكلمات الترحيب الجميلة ذات الإطراء الواضح :
- أهلاً أهلاً بالأستاذ سعود ناصر ، شرفت البنك عزيزي .. نور البنك !
المدير يدور حول أبي رياض ، ويفتح الدولاب المجاور ويخرج علبة كرتونية فخمة جدّاً، ويسلمها له .
- ما هذا ؟
- هدية متواضعة من البنك .. أنت الآن من أعضاء الفئة الماسية ، يمكنك فتح العلبة.