كتاب " أنثى تشبهني " ، تأليف نهلة الشقران ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب أنثى تشبهني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أنثى تشبهني
ابتسمت بخبث طفولي، ثم دخلت لترتدي الثوب (المشقّح) الذي طرزته لها ابنة عمها سميرة قبل أن تتزوج بسنة، الحمد لله أنها لم تسمن وما زال يناسب قياسها.
رغدة صديقة قديمة لخديجة، منذ المرحلة الإعدادية، وهي المرحلة الوحيدة التي أنهتها، لم ترها منذ دخلت الجامعة وتزوجت بعدها في المدينة.
- ما الذي جعلها تفكر في زيارتي اليوم؟
تساءلت خديجة، ولم تجد جواباً إلّا غيرة رغدة منها منذ اللحظة الأولى التي تعارفتا فيها. ذهبت لترى وجهها في المرآة، أو بالأحرى لتتأكد أنها ما زالت في جمال تحسدها عليه رغدة.
رفعتْ رأسها برضى خالطه بعض غرور مصطنع، ثم خرجتْ لتجلس في عريشتها تنتظر ضيفتها القادمة، فالبيت لا جرس له ولا بوابة، وهي من مكانها تراقب الحي بأكمله...
تراكض الأطفال دفعةً واحدةً، هلعت لمرآهم، وتعاظم الأمر عندما ظهرت سيارة ضخمة حديثة تلحق بهم، لم ترها إلّا في المسلسلات الخليجية، اصفرّ وجهها، وازدادت ضربات قلبها، ركضت من عريشتها، هرولت حافية القدمين على الشوك المحيط بالطريق، كانت الطريق ضيّقةً، وفي نهايتها شارع مرصوف بالحصى البيضاء الصغيرة، بيد أنها لم تتمالك نفسها وركضت دون وعي منها، وما إن وصلت حتى توقفت السيارة، وخرجت منها امرأة تماثلها سناً، أغلقت باب السيارة بجهاز في يدها، ثم وضعت يدها على نظارتها الشمسية وأزاحتها عن عينيها، دققت في ملامح خديجة، تأكدت أنها وصلت المكان المطلوب، فثبتت نظارتها في منتصف رأسها على حجاب لم يترك لونا إلّا احتواه، وابتسمت فبدا وجهها بمسحة مدنية غير تلك التي عرفتها خديجة.
هدأت خديجة وبادلتها الابتسامة، وهي تطرد أولاد الحي وأولادها، ثم استقبلت الزائرة بحفاوة، وقادتها بشموخ إلى عريشتها غير آبهة بمنظر قدميها الداميتين، ولا بالشوك الجاف الذي تسلّل إلى خلايا أصابعها.