كتاب " أنثى تشبهني " ، تأليف نهلة الشقران ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب أنثى تشبهني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

أنثى تشبهني
حصيرة
رشّت قطرات الماء بحذر من إناء بيدها، ووزعت القطرات في عريشتها المستطيلة بتساوٍ، فالمياه شحيحة في الصيف، وإن لم تحسن توزيعها ستضطر لنضح الماء من بئر الجيران.
أخذت يدها تتأرجح يمنة ويسرة، وهي تلوح بمكنسة القصب لتطرق عتبات عريشتها، وتزيل عنها ما جاءها من أتربة غريبة، فهي تستطيع بمهارة أن تميّز ذرات تراب العريشة عن أيّ تراب غريب.
تابعت العزف على أوتار القصب، ثم رفعت ظهرها مرة واحدة، فشعرت بألم خفيف سرعان ما تلاشى ما إن سُرّت بمرأى العريشة المصبوبة، كما يسمّيها زوجها، فهي تصر على أنها عريشة، وتحاول أن تفهمه الفرق بين الاثنتين، بينما يأبى هو ذلك. لم تعد تبدي اهتماما للأمر، فالعريشة ملك لها حسْب، ليس هذا فقط بل يكفيها فخراً أن المعلم محمود نفسه هو من شيّدها، وهو أشهر معلم بناء في القرية والقرى المجاورة لها.
دخلت بيتها المكون من ثلاث غرف مرصوفة إلى جانب بعضها بعضاً، وبينهن (المنافع)، وأخرجت حصيرة مع فرشتين من الصوف الخالص، وسارت معتزة بما تدخر من صوف قصّته أمها بيديها، وصنعت لها منه جهازها، وبعناية فائقة بسطت حصيرتها، ثم وضعت فرشتي الصوف عليها، ثم مسحتهما برفق بيديها، وكأنها تدعو ألّا يضع أحد قدميه عليهما، حتى تغادر ضيفتها، ثم تعيد مدّخرها إلى مخدعه، وابتسمت في سرّها حامدة المولى عندما تذكّرت أن زوجها سالم يفضّل الجلوس على الأرض.
وقفت تتأمل تحفتها برهةً، وهي تقول لنفسها:
- ستُبهر صديقتي عندما ترى عريشتي، لم تزرني منذ عشر سنوات، وللأسف لم تكن عريشتي مكتملة حينها. أما الآن...