أنت هنا

قراءة كتاب وادي الصفصافة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
وادي الصفصافة

وادي الصفصافة

كتاب " وادي الصفصافة " ، تأليف أحمد الطراونة ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

1

.. لم تختفِ ظلال الأشياء بعد.

ما تزال الشمس تغذُّ الخُطا نحو منتصف السماء.

تمتمات نساء طاعنات في السن..

أطفال علت البهجة وجوههم، يجوبون باب الدار العتيقة، يمتطون خيالات جياد من خشب يقصفون أعمارها من شجرة أم أحمد.

كان الجميع يرحلون إلى الماضي بخيالاتهم، ينتظرون الغائب الذي لا يعرفونه، تتعالى أصواتهم وتمنِّياتهم أن يحمل لهم ما يعمّق الفرحة، وألسنتهم تلهج بالدعاء لغائب العجوز المسكينة:

«الله يجيبك يا ابن أم أحمد.. الله يجيبك يا ابن أم أحمد».

* * *

لحظات وتخرج ألسنة الشوق من أفواه النساء، وتتعالى بالزغاريد.

خرجت القرية عن «بكرة أبيها»، تستقبل الغائب..

كان كل واحد من القرية، حتى الأطفال، يؤلفون قصصهم من خيالاتهم.

أما والدته التي نافت على التسعين، فكانت تجلس على عتبة البيت. تضع رأسها على عصا، وتتمتم بالدعاء..

انطلقت الزغاريد..

قال أحد الأطفال، وهو يلكز الحمار الهزيل بعصا مدببة:

- بقولوا رجع ابن أم أحمد، رجع حكيم.

شو يعني حكيم؟ حآ.. حآ..

احتاجت المرأة المسنّة إلى أكثر من مرة لتسمع أنّ ابنها وصل..

أخيراً، وقفت العجوز مستندة إلى كتف إحدى النساء وعصا من شجر اللوز.

ذرفت من عينيها دمعتين.

أما النساء اللواتي كنَّ يتدلين من النوافذ فقد مطّت إحداهن شفتيها، وغمزت أخرى بالمرأة التي كشفت شعرها وبعضاً من كتفيها، وتمسك بيد الرجل.

الحكايات كانت تبذر في البيوت المغلقة، وتنبت في الأزقة والحواري. كانت تطوف فوق رؤوس الناس، تركض في الشوارع مثل الجراذين.

الصفحات