كتاب " ويزهر المطر أحيانآ "، تأليف نيرمينة الرفاعي ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب ويزهر المطر أحيانآ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ويزهر المطر أحيانآ
أفرح لأنني عدت أخيراً إلى الوطن.. مع أنني أعلم أن مكاني في الغربة بعيداً عنه... وأنني لن أفرح سوى للحظات زهيدة ثمينة أقتات على بقاياها لسنين قاحلة تنتظرني..
من هو ذلك البعيد؟ هو رجل لا اسم له ولا عنوان، هو رجل عبر حياتي قبل سنين.. ورحل..
دامت قصتنا سنتين بالضبط، ولكنني فيهما اختصرت سنين حياتي كلها، كأن يد القدر اعتصرت العمر وسكبته في تلك الأيام القليلة..
لماذا رحل؟! أنا لا أدري!
كل ما أعلمه أنه بقي ندبة في قلبي.. وشماً في أضلعي.. يرفض الزوال..
كل ما أعلمه أن عينيه البُنّيتين سكنتا فيّ.. أدهشتاني.. أذابتاني كما تذوب قطعة السكر في فنجان من الشاي الساخن.
قبل سبع سنين، عندما اقتحمت عيناه البُنّيتان حياتي لم أكن ناضجة بما يكفي لأعلم أن القلوبَ هديةٌ لا تردّ ولا تستبدل....
لمسنا السماء معاً.. غفونا على الغيوم..
لملمنا نجوم الليل.. خبأناها في جيوبنا.. ونثرناها في السموات السبع..
ثم بدأ هو في الانسحابِ من حياتي تدريجياً، آخذاً معه أشعة الشمس.. وبدأ قلبي ينطفئ رويداً رويداً..
همدت حياتي كنجمة احترقت ولم تخلف وراءها سوى ثقبٍ في الفراغ..
عندما أيقنت أنه راحلٌ لا محالة، لسببٍ لا أعلمه، لسببٍ لا أريد أن أعلمه، قررت أن أحاولَ استئناف حياتي.. وتزوجت معاذ.
كم كنت غبيةً عندما هربت من الرمضاءِ إلى النار...
كم كنت ساذجةً حين اعتقدت أن مجرد وجود رجل آخر في حياتي سينسيني خيبتي الكبرى..
كنت أسمعُ أحاديث النساء التي تقول إنّ الحبّ يأتي بعد الزواج، ومع العشرة، وإن العلاقة الزوجية بها من الحميمية ما يكفي لمداواة قلبي الجريح.
بعد زواجي ادركتُ في أي مشكلة أوقعت نفسي.
فأنا كنت أغيظ حبيبي غير الموجود بزوجي الموجود.. وأغيظ زوجي الشرعي بحبيبي المزعوم..
فلا أنا أغظت حبيبي ولا جرحت زوجي، لم أكن أغيظُ في الحقيقة سوى نفسي..
أتخذت الزواج، هذا الرباط الأبديّ المقدس، وسيلةً للهروب من وجع لحظة مؤقتة..
الآن أدركت كم كنت مخطئة....