أنت هنا

قراءة كتاب في نشأة الكون والحياة والإنسان

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
في نشأة الكون والحياة والإنسان

في نشأة الكون والحياة والإنسان

كتاب " في نشأة الكون والحياة والإنسان " ، تأليف حميد زناز ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، ومما جا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 10

تقدم الأرض شروطا مثالية لظهور الحياة إذن؟

بالضبط! ولهذا يتخذ العلماء الذين يدرسون تطور الحياة في الكون من الحياة الأرضية منطلقا للبحث عن الحياة في مواضع أخرى. يحصرون ابحاثهمفي المكونات الأساسية للحياة على سطح الأرض والتي هي الماء والجزئيات "العضوية" وذلك ليس مجرد محاكاة لمسلك أناني ولكن لأن هذا الزوج (الماء والجزئيات العضوية) يتوفر على خصائص استثنائية مثبتة في المخبر.

كيف يتم المرور من جزيء عضوي إلى الكائن الحي المعقّد الذي نعرف، إلى الحيوان، إلى الإنسان...

داروين هو الذي اقترح أول سيناريو "عضوي" حينما كتب سنة 1871 إلى عالم النبات البريطاني جوزيف هوكر: "و لكن لو تمكنا من ابتكار في بركة ماء صغيرة ساخنة مختلف أنواع أملاح الأمونيوم والفوسفات، الضوء، الحرارة، الكهرباء، الخ. لفسحنا كيميائيا المجال لتكوّن مركب هيوليناتي (هولينات)." إنها نموذج لـ"حساء أساسي" طُوّر بشكل كبير من طرف أليكسندر أوباران سنة 1924 ثم جون هالدان سنة 1929. ومن ذلك الوقت حاول علماء الكيمياء معرفة أين وكيف تولدت الجزئيات العضوية انطلاقا من ثاني أوكسيد الكربون و/أو غاز الميتان، أبسط مصادر الكربون. ويتم البحث في ثلاث قنوات: الجو، تحت الماء، خارج الأرض.

هل تسمح بتوضيح النقاط الثلاث؟

كان مفترضا فقط أن الجزيئات ما قبل-الحياتية أو القوالب المبكرة للمادة الحية، قد تركبت في الغلاف الجوي للأرض البدائية ولكن تدعمت هذه الفكرة عن طريق التجربة سنة 1953 من طرف ستانلي ميلر الذي تحصّل على أربعة أحماض أمينية، العناصر المكونة للبروينات بتعريضه لخليط من غاز الميتان والهيدروجين والأمونياك والماء إلى شحنات كهربائية. ومع ذلك فحينما نعيد تجربة ميلر بالمرور تدريجيا من غاز الميتان إلى ثاني أوكسيد الكربون، المكون الغالب للغلاف الجوي البدائي يصبح تكوّن الأحماض الأمينية صعبا أكثر فأكثر. وإذن فمن الأرجح ألا يكون الغلاف الجوي البدائي هو مصدر المادة الأساسي الضروري لظهور الحياة الأرضية. تملك بعض النظم الحرارية المائية البحرية في المحيطات خصائص تؤهلها لتوليد جزئيات ما قبل - حياتية و لكن لا جزئية من تلك الجزيئات قد تم تحديد هويتها إلى اليوم. ومن جهة أخرى فقد سمح جمع وتحليل النيازك والميكروسكوبية منها على الخصوص التأكيد على أنها قد وهبت للأرض نسبة كبيرة من المادة الأولية المكربنة.

ما هي الدروس التي يمكن استخلاصها من معرفة الحي البدائي؟ هل بمقدورنا خلق الحياة في أنابيب الإختبار؟

تشير عالمية الشفرة الجينية وأسلوب العمل الخلوي المستعمل من طرف كل النظم الحيوية الحالية أن الحياة قد ظهرت كخلية مصغرة. انطلاقا من جزئيات عضوية صغيرة، حاول إذن علماء الكيمياء جاهدين إعادة تكوين نماذج محدودة من غشاءات، بروتينات، إ.ر.ن وهو شكل من الحمض النووي (ا.د.ن) قائم على رد الفعل والذي يكون من المحتمل أنه كان سابقا لهذا الأخير في تاريخ الحياة. وتمكن علماء الكيمياء وفي ظروف تذكّر ظروف ما كانت عليه الأرض البدائية من إنشاء غشاءات وبروتينات مصغرة، ولكنهم لم يفهموا بعد كيف استطاعت اسلاف الـ أ.ر.ن الظهور تلقائيا في المحيطات البدائية والبقاء فيها على قيد الحياة. ونفس الصعوبة نصادفها فيما يخص العالم الحي المتعلق تكوينه بـا.ر.ن فقط، وهي المفترضة كأسلاف للفيروسات الحالية والتي يبدو أنها سبقت عالما خلويا حيا.ومن هنا باءت بالفشل وإلى حداليوم كل المحاولات التي أجريت بهدف خلق حياة بدائية في المختبر. وتبقى حظوظالكيميائيين في النجاح متوقفة على مدى بساطة سلسلة العمليات المُتصورة مستقبلا. إن اكتشاف أصل ثان للحياة يكون مستقلا عن الحياة الأرضية، سيقدم دليلا على بساطة الظاهرة ويبرهن على طابعها المتكرر.

الصفحات