كتاب " في مستوى النظر " ، تأليف منتصر القفاش ، والذي صدر عن دار التوير للنشر والتوزيع (مصر).
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب في مستوى النظر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
في مستوى النظر
انشغالي بشقته جعلني أيضا أول من يشم رائحة الغاز. وأُسرع في النزول وأظل أدق على بابه حتى يفتح لي، وأصرخ فيه: «ريحة غاز»، فيسرع ليغلق البوتاجاز وقد بدأ بعض الجيران ينادونه ليحذروه. كنت أطرق بابه وفي نفس الوقت أتمنى ألا يفتح. أتمنى أن تتاح لي فرصة القفز والاندفاع داخل الشقة دون قلق من وقوع أي شيء أو انكساره بسبب ضرباتي القاتلة، فمهما كانت الخسائر فإن الجميع سيفهمون أنها نتيجة اندفاعي لإيقاف تسريب الغاز. كانت أمي تتوقع أن أملّ بسرعة من الإجازة مع أخوي في القاهرة، فهما مشغولان بأصدقائهما ونادرًا ما أخرج معهما. وكلما سألتني في التليفون إن كنت أحب الرجوع... كنت أجيبها أن المكان هنا جميل جدا، وهناك أولاد كثيرون ألعب معهم، ولم أخبرها بحكاية المفتاح.
في مرة ناداني. وقفزت بسرعة كالعادة داخل الغرفة من الشباك وانهمكت في قتل وضرب أعدائي. وكانت ضرباتي يومها أقوى من المعتاد لأعوض الفترة الطويلة التي مرت ولم ينادني فيها. فتحت باب الغرفة المفضي إلى الصالة وفي نفس الوقت كنت أوجه ضربة بقدمي لمن يترصدني خلف الباب وينوي أنّ يهشم رأسي. نجحت ضربتي لكن سمعت صرخة مازلت أسمعها حتى الآن. في هذا اليوم لم ينس عم محمود المفتاح فقط بل نسي أن ابنته موجودة في الشقة. واستقرت ضربتي بكل قوتها أسفل بطنها وظلت تتأوه وهي مكومة على الأرض وسبَّتني أنا واللي جابوني، بينما في الخارج عند باب الشقة كان عم محمود يضحك بعدما ظن أن ابنته صرخت فزعا من وجودي، وظل يردد بصوت عالٍ: «أنا نسيت إنك جوه». أسرعت بفتح الباب له وأنا أتخيل الدماء ستتفجر من جسدها. واندفعت أصعد السلم وصرختها تدوي في أذني كأنها صرخات كل من وجهت لهم ضرباتي من قبل ولم يكن يسمعها غيري.