كتاب " دمية النار " ، تأليف بشير مفتي ، والذي صدر عن منشورات ضفاف ، نقرأ من اجواء الرواية :
أنت هنا
قراءة كتاب دمية النار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
عرجنا إلى الحديث عن عمي العربـي، وقال إنه تأسف كثيرًا عندما وصله خبر الوفاة، وإنه كان رجلاً شهمًا، وذا مبادئ عالية. ثم نهض من على السرير، واستأذن في الانصراف..
لقد كانت تلك آخر مرة ألتقي فيها رضا شاوش، ولقد سألت عنه عشرات الناس فلم يعرفه أحد، حتى ظننت أنني تخيلته بالفعل، أو أن عمله من السرية بحيث لا يعرفه أحد. ومضى على ذلك اللقاء عشر سنوات وانتهت الحرب، أو توقفت لزمن معين، حينما حمل لي البريد ظرفًا بداخله مخطوط مع رسالة قصيرة جاء فيها:
عزيزي الروائي بشير. م
يصلك هذا المخطوط وأنا ربما في عالم آخر، ليس بالضرورة الموت، وإن كنت لا أستبعد هذا، وفيه ما وعدتك به، المخطوط الذي كتبته تأريخًا لحياتي تلك، وربما ستجد فيه أشياء تدخل في عالم الخرافة والخيال. وقد تقول: ما هذه التخريفات العجيبة؟ ولكن أتمنى أن لا تشغلك هذه الأمور عما فيه من حكاية، هي قصة خيبة وجرح ووهم، وربما الأسوأ من كل ذلك، هو أنها قصتي أنا بكل حروفها السوداء، وأبجديتها الحارقة. إنها قصتي التي عشتها وتخيلتها، وإنها ذاكرتي التي صنعتها وصنعتني في نفس الوقت، وإنني لأتمنى صادقًا أن تكتب اسمك في أعلى صفحتها وتنسبها لنفسك، فتكون بالنسبة إليك كقصة خيال مروعة، على أن يراها الناس حقيقة مؤكدة.. مع إنني، من خلال ما عشت، لم أعد قادرًا على التفريق بين ما هو خيال وحقيقة، واقع وحلم.. شكرًا لك على التفهم، ووداعًا..


