أنت هنا

قراءة كتاب كردستان جنة الله وجحيم أمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كردستان جنة الله وجحيم أمة

كردستان جنة الله وجحيم أمة

الكتابة لا تعرف الوقت والزمان، فهي كالبركان ينفجر في أي، لحظة أو ساعة وبالطبع يلعب التراكم الثقافي دوره الكبير في هذا الانفجار لدى أي كاتب، فقسوة الغربة فجرت في داخلي هذا البركان؛ لأن الغربة أو الاغتراب كان مفروضاً أم اختيارياً فهو حدثٌ ثقيل على النفس البشر

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
4- السلاسل الجبلية في كُردستان الغربية: إن الأراضي في هذه البقعة من كُردستان لا تشكل ارتفاعاً يوازي ما في بقية الأراضي الكُردستانية الأخرى، إنما تمتاز بنوع من الارتفاعات المتدرجة التي تتراوح بين التلال العالية، والهضاب تعطيها ارتفاعاً ملحوظاً عن مستوى سطح البحر، وتكون هذه السلاسل متاخمة للحدود التركية السورية، بالقرب من منطقة قامشلي نزولاً من المالكية إلى شمال حسكا مروراً بتل تمر وتل ببز، وصولاً إلى جبل الأكراد (4).
 
مصادر المياه:
 
إن كُردستان غنية بمصادرها المائية المتنوعة، جراء التساقط الكثيف للثلوج على جبالها ووديانها، إضافة إلى النسب الجيدة من جراء تساقط الأمطار على معظم أراضيها، كما أن وجود العديد من الأنهار، والكثير من الروافد، والجداول التي تغذيها، ووجود البحيرات الطبيعية أو البحيرات المصطنعة كخزانات عملاقة جراء إقامة السدود في العراق، أو تنفيذ مشروع جنوب شرق الأناضول التركي المعروف اختصاراً بـ (الجاب GAP) العملاق ذي الأبعاد الاقتصادية والسياسية، والقاضي ببناء 22 سدّاً على نهري الفرات ودجلة داخل أراضي كردستان الشمالية (تركيا)، والتي سوف تغمر مياهها مدن (ديار بكر، وغازي عنتاب، وسرت، وشالني، وماردين)؛ حيث يقدرون عدد سكانها بـ 12 مليون نسمة.
 
ونتطرق باختصار شديد إلى الدوافع الرئيسة لإقامة هذا المشروع الإستراتيجي العملاق:
 
«إن منطقة إقامة هذا المشروع الطموح لتركيا المسمى بـ (مشروع جنوب شرق الأناضول) مقام على أراضي كُردستان الشمالية، وبما أن هذا الكتاب يتناول كل المواضيع التي تخص الأمة الكردية لذا نرى أنه من واجبنا الوطني وحرصاً على بيان الحقيقة للجوانب الإيجابية والمردودات السلبية على مستقبل المنطقة الكردية لما تحدثه هذه الخطة الطموحة التي فكر فيها القادة الأتراك منذ عام (1930م) حين ظهرت الحاجة إلى بناء مؤسسة الكهرباء التركية، وبدأت الحكومة عام (1936م) بالتحري لتنفيذ المشروع بالمسح الهيدرولوجي عند نهر الفرات، ووضعت دراسة خاصة بإنشاء (سد كبيان) في ملتقى نهري فرات صو ومراد صو، ومن ثم تطورت الدراسات، وبدأ التفكير الأكثر تطوراً عام (1983) لأسباب سياسية واقتصادية - قد تظهر للعيان بعد إكمال المشروع عام 2010م - القاضي ببناء (22 سدّاً) و19 محطة توليد كهرباء، وإقامة خزانات مياه عملاقة، ومشاريع إروائية متعددة، والكثير من القنوات الإروائية والأنفاق، حيث تقدر الكلفة الإجمالية بأكثر من (30 مليار دولار).
 
والأهداف الاقتصادية من بناء هذا المشروع، وفوائده الإستراتيجية للدولة التركية ندرج بعض نقاطها:
 
1- إن الطاقة الخزنية للمياه في السدود المقامة؛ لتغذية المشاريع الإروائية تقدر بمليارات الأمتار المكعبة للمياه الصالحة للشرب، ولسقي الأراضي الزراعية والتي تجعل من حوض جنوب شرق الأناضول السلة الغذائية الكبرى في إنتاج المنتجات الزراعية وتصديرها في منطقة الشرق الأوسط.
 
2- كما أن المحطات الكهرومائية التسع عشرة المقامة تتمكن من إنتاج الآلاف من وحدات الميجاواط للكهرباء حيث تفيض عن حاجة تركيا، والباقي يباع للدول المحتاجة لهذا المصدر الحياتي المهم للسنوات القادمة.
 
3- إقامة المشاريع الإسكانية، والسياحية من فنادق، ومنتجعات على ضفاف البحيرات قد يعكس مردوداً اقتصادياً مهماً، وينشط حركة جلب الاستثمارات الدولية مما يساعد بشكل مضطرد في نمو الاقتصاد الوطني.

الصفحات