كتاب " التواصلية في أداء الممثل المسرحي " ، تأليف د.
قراءة كتاب التواصلية في أداء الممثل المسرحي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المقدمة
وُظفت التواصلية في ميادين إنسانية كثيرة، كان الفن المسرحي من أبرزها، في تمظهرات الأداء التمثيلي للممثل المسرحي. حيث لا يمكن تصوّر فعل تواصل مسرحي، لا ينتمي في صيرورته الأدائية، على قدر من الشحنة الانفعالية، التي تحمل في ذاتها دوافع قصدية، من اجل التأثير في الآخر المتوجه له بالخطاب المسرحي.
إن ثمة روابط وثيقة بين المرموز اللفظي، الذي يحدده اللسان الاجتماعي، وبين المعطى الإيمائي والاشاري والحركي المرافق له. هذه البديهية المسلمة في الحياة الاعتيادية، تظهر في أداء الممثل المسرحي بمظاهر ممنهجة قصدية، تدخل التواصلية في صلب مضمونها الفكري والجمالي. وان أية مسافة ابعادية تطرح كبديل آخر، يترتب عليها خللاً في رسالة المسرح التواصلية مع المتلقي.
من هذا المنطلق الاشكالوي، استند الباحث في تأسيس موضوعة بحثه الموسوم (التواصلية في أداء الممثل المسرحي) حيث جاءت الدراسة في أربعة فصول صيغت على وفق التشكل الآتي:
الفصل الأول: وهو الإطار المنهجي للدراسة. تناول الباحث مشكلة البحث، المتعلقة بالفاصلة الأدائية، التي تحدث من خلال أداء الممثل المسرحي لشخصيات مسرحية، تختلف عن نسقه الاجتماعي، وموروثه الثقافي، وبالتالي يستند في طرق توصيلها، إلى أبعادها الدرامية فقط ما يحدث خللاً في تواصليته مع المتلقي.
ثم انتقل الباحث إلى أهمية البحث، وأهداف البحث، وحدوده وتحديد المصطلحات، حيث اعتمد التعاريف اللغوية والاصطلاحية لمصطلح (التواصلية) معتمدا التعريف الإجرائي الآتي: التواصلية: هي ذلك النشاط الفني، الذي يقوم به الممثل المسرحي، بصورة قصدية، ويهدف به متلق مباشر، ضمن دورة كلامية أو اشارية، بواسطة اللغة المنطوقة والإيماءات، والمحاكاة الجسدية، عبر الفضاء المشترك بين الطرفين. من اجل غايات تأثيرية، في إطار نفسي واجتماعي وثقافي معين. أما الفصل الثاني، وهو الإطار النظري، فقد جاء بثلاثة مباحث هي:
المبحث الأول: التواصلية ومعطياتها الفكرية والجمالية.
المبحث الثاني: بنية الأداء التمثيلي التواصلي في العرض المسرحي.
المبحث الثالث: تواصلية الأداء التمثيلي وآليات تلقي العرض المسرحي.
واختتم الفصل الثاني بمؤشرات الإطار النظري والدراسات السابقة، ومن أبرز المؤشرات:
1- يتواصل الممثل مع ذاته، من خلال إعداده لقنوات التعبير الحسية، على وفق تحليل نفسي- فيزيائي. أي الارتقاء بالمحرك النفسي إلى فعل فيزيائي، يهدف إلى إقامة التواصل مع المتلقي.
2- يتواصل الممثل مع الشخصية المسرحية، بوصفها الآخر المدرك، من خلال الذات الإنسانية، الذي ينبغي إقامة التواصل معه، عبر المدركات الحسية والمادية التجسيدية.


