قراءة كتاب التواصلية في أداء الممثل المسرحي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التواصلية في أداء الممثل المسرحي

التواصلية في أداء الممثل المسرحي

كتاب " التواصلية في أداء الممثل المسرحي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 5

أولا: مشكلة البحث والحاجة إليه

ظهرت التواصلية في الأربعينيات من القرن العشرين، بوصفها مجموعة من النظريات والفلسفات الاجتماعية والفكرية، يتجه إليها الفكر العالمي المعاصر، حيث يرى فيها حلولاً للكثير من مشاكل البشرية وأزماتها، في خضم التفاعلات الحياتية في المجتمعات الحديثة وميادينها المتنوعة.

يُدرَك اشتغال التواصلية كرابط بين الإنسان وذاته، فضلا عما يوجد خارج الإنسان، من انساق وممارسات ثقافية تحدد هوية الأفراد والأمم، وتشير إلى انتماءاتهم الثقافية والسلوكية، ووقائعها الابلاغية، التي تندرج ضمن حالات التواصل الإنساني، حيث يتخلى فيها الإنسان عن ذاته الفردية ليندمج في إطار ذاتوية تحقق تواصله مع الآخرين.

يعد التواصل حاجة اجتماعية، تتحقق من خلال أنساق انثروبولوجية، ضمن سياق يحيل إلى انتماء الإنسان لثقافة مجتمع ما، يصبح جزءا فاعلا من ممارساتها وطقوسها، في جميع مناحي الحياة اليومية. وعلى وفق ذلك يمكن النظر إلى التواصلية، من زوايا متعددة، تخضع بالضرورة إلى تجلياتها وانعكاسها في الممارسات الحياتية، سواء كانت ابستمولوجية، أم سوسيولوجية، ستقود بالنتيجة إلى تأنسن الفرد، واشتراط تواصله مع الآخر بقصد تحقيق الأنوية الذاتية، من خلال (الغيرية) واعتمادها في أس الممارسات التواصلية الاجتماعية في صورتها النفعية أو الجمالية.

لا تعد النظرية التواصلية، مجرد طريقة لرؤية الأشياء في واقعها العملي القائم على الاتصال والتفاعل، بل هي نظرية تطرح طريقة للوجود، ولرؤية الأشياء في واقعها العملي الحي، والتعامل معها.

ترمي التواصلية إلى بناء مختلف للذات عبر (عقل تواصلي) يتجاوز الذات الضيقة، ويشكل نسيجا من الذوات المتواصلة. حيث يستمد العقل التواصلي إمكاناته من العالم المعيش، ويؤسس عقلانية تقوم على التلاحم الذاتي، يكون فيها العقل مصدر كل القرارات. هذا العقل التواصلي مدعو إلى تجاوز عقل متمركز على الذات، وظيفته التغلب على مفارقات وتسويات نقد للعقل ذاتي المرجع، وكذلك التخلص من كل إشكالية العقلاني.

تعد العملية التواصلية، تفاعلا بين مجموعة من الأفراد والجماعات يتم فيها تبادل المعارف الذهنية والمشاعر الوجدانية، بطريقة لفظية أو غير لفظية، وهي ظاهرة إيقاعية تتحقق من خلال أنماط متعددة، تتمظهر من خلال العناصر الآتية:

1- المرسِل الذي يتحدث أو يتحرك مطلقاً الرسالة.

2- الرسالة وهي الفكرة آو المعنى أو المضامين التي يطلقها المرسل.

3- الرسالة الحركية أو اللفظية التي يوجه بها المرسل رسالته.

4- المستقبِل الذي يتلقى الرسالة اللفظية والحركية.

5- ردُّ الفعل الناتج من تأثير الرسالة في المتلقي وما يفعله ليرد عليها.

الصفحات